أحدها: أن هذا الكلام -أن وأنا لا نستطيع أن نعلم كعلم الله تعالى- هذا من أوضح الأمور وأبينها عند الخاصة والعامة، فإن أحدا من الخلق كما لا يظن أن ذاته كذات الله تعالى، لا يظن أن علمه كعلم الله تعالى. ومن المعلوم لكل أحد أن علم الله ليس من جنس علومنا، ولا مماثلا له، فكذلك علمه وقدرته وسائر صفاته أكبر وأعظم من أن يعلم كنه علمه أو يوصف. ولم يقل أحد من البشر إن علم الله تعالى مثل علمنا، ولا توهم أحد ذلك، ولا تخيله. فأي شيء في هذا مما هو على خلاف مقتضى الوهم [ ص: 304 ] والخيال؟ ! ! غاية ما فيه أنه ليس مثلما نتوهمه ونتخيله في نفوسنا. وهذا لا ريب فيه. الله أكبر وأعظم مما تعلمونه وتقولونه فيه