الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
وأما "القسم الثاني" وهو الذي لو قدر شيئان منه لا يمتنع حصولهما في محل واحد، وحيث واحد ولا يتصور ازدحامهما فيه.

ومن تأمل ما ذكرنا من القسمين وأنصف علم استحالة تقدير قسم ثالث خارج عن القسمين. وهذا الكلام يتناول الموجود مطلقا. ويقال فيه مطلقا ما قاله في المحدث، فإن قوله: (الذي يضبطه الذكر حسا أو حكما ) يعم ذلك في الموجود، لا يفرق في ذلك بين كونه قديما أو محدثا؛ بل ضبط الذكر حسا أو حكما لهذين القسمين هو للموجود مطلقا من غير تقييد بحدوث أو قدم. ويبين ذلك أن الذكر يضبط هذين القسمين قبل علمه بانقسام الموجود إلى محدث وقديم. وقبل علمه باستحالة وصف القديم بأحدهما أو بهما أو جواز ذلك عليه.

وبالجملة فحكم الفطرة إن كان مقبولا في هذا التقسيم فهو مقبول مطلقا، وإن لم يكن مقبولا فليس مقبولا مطلقا؛ إذ الفطرة لا تفرق؛ ولهذا كان يقول غير واحد من أفاضل زماننا من الفضلاء العالمين بالفلسفة والشريعة: (ما ثم إلا مذهب المثبتة أو الفلاسفة ، وما بينهما متناقض. وثبت أن الفلاسفة أكثر [ ص: 377 ] تناقضا ).

التالي السابق


الخدمات العلمية