فصل
، فإن المسلمين فيهم العقل والعلم والاعتدال في الأمور ، فإن معجزة نبيهم هي علم الله وكلامه ، وهم الأمة الوسط . وباعتبار القوى الثلاث كانت الأمم الثلاث المسلمون واليهود والنصارى
وأما اليهود فأضعفت القوة الشهوية فيهم ، حتى حرم عليهم من المطاعم والملابس ما لم يحرم على غيرهم ، وأمروا من الشدة والقوة بما أمروا به ، ومعاصيهم غالبها من باب القسوة والشدة لا من باب الشهوات .
والنصارى أضعفت فيهم القوة الغضبية ، فنهوا عن الانتقام والانتصار ، ولم تضعف فيهم القوة الشهوية ، فلم يحرم عليهم من المطاعم ما حرم على من قبلهم ، بل أحل لهم بعض الذي حرم عليهم ، وظهر فيهم من الأكل والشرب والشهوات ما لم يظهر في اليهود ، وفيهم من الرقة والرأفة والرحمة ما ليس في اليهود . فغالب معاصيهم من باب الشهوات لا من باب الغضب ، وغالب طاعاتهم من باب النصر لا من باب الرزق . [ ص: 99 ]
ولما كان في الصوفية والفقراء عيسوية مشروعة أو منحرفة ، كان فيهم من الشهوات ووقع فيهم من الميل إلى النساء والصبيان والأصوات المطربة ما يذمون به .
ولما كان في الفقهاء موسوية مشروعة أو منحرفة ، كان فيهم من الغضب ووقع فيهم من القسوة والكبر ونحو ذلك ما يذمون به .