وأما وجهة الأبدان فقد قال : ولكل وجهة هو موليها   [البقرة :148] ، وقد عمم حيث قال : ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله   [البقرة :115] . 
ثم الدخول في الحروف والأصوات المجملة والاشتراك فيها يوجب فسادين   : 
أحدهما : سقوط خاصية الحروف والأصوات المشروعة لنا المختصة بنا ، التي وجبت علينا أو استحبت لنا ، وفضلنا بها على غيرنا . 
الثاني : الخروج من المجمل المشترك إلى المفصل المختص بأهل الكفر والنفاق ، كما وقع في ذلك خلائق كثيرون ، حتى إنه في المجمع  [ ص: 142 ] الواحد ينشد البيت المجمل والبيت الكفري . والله سبحانه أعلم وأحكم . 
ومما يتعلق بهذا أن أصل الصابئة  الحروف والأصوات المجملة المشتركة ، كما فعله ابن سينا  متكلم الصابئة  في الإسلام في كتبه الصابئية «كالإشارات » ، فإنه افتتحها بالكلام في المجمل والمشترك وهو المنطق ، وختمه بالعبادة والسماع للصوت المطلق المشترك . كما يتكلمون في علم الموسيقى ، وهو الصوت المجمل المشترك ، فالحروف المنطقية المجملة والأصوات النغمية المجملة هي دين الصابئة  ، لا توجب الإسلام ولا تحرمه ، ولا تأمر به ولا تنهى عنه ، وقد تنفع تارة وتضر أخرى . والأصل فيها أنها غير مشروعة ولا مأمور بها . والله أعلم .  [ ص: 143 ] 
				
						
						
