، فإن ذلك أيضا وسيلة ومقصود ، والإيمان بما أمرت به هو الإيمان بالعمل الصالح ، وهو الوسيلة . والإيمان بالله وباليوم الآخر غايتان ، والإيمان بالرسل والعمل الصالح وسيلتان . ولما ذكر [ ص: 211 ] الملل التي فيها خير قال : والإيمان بالله ورسله يتضمن ما أخبرت به الرسل من الخبر وما أمرت به من العمل إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون [البقرة :62] . ومثل ذلك في المائدة . فعلم أن هذه الأصول الثلاثة هي جماع ما يجب في الملل كلها ، وإنما أمر بقتال أهل الكتاب لخروجهم عن الأصول الثلاثة في قوله : قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون [التوبة :29] ، فذكر خروجهم عن حقيقة الإيمان بالله واليوم الآخر وعن العمل الصالح الذي هو فعل ما أمر به من الحق وتحريم ما حرم الله ورسوله . وقد بسطت ذلك في غير هذا الموضع .