فمن اعتقد ما يخالف الكتاب والسنة ، وذم الموافق للكتاب والسنة ، ودخل في الفرقة والاختلاف لأجل ذلك ، فهو من جنس هؤلاء .
وإن كان هذا القائل التزم بعض مذاهب الأئمة المشهورين كمذهب [ ص: 438 ] أبي حنيفة ومالك والشافعي ، فهذا إذا فعل ما يسوغ له لم يكن له أن ينكر على غيره إذا فعل أيضا ما يسوغ له ، فإنه لم يقل أحد من المسلمين : إنه يجب على الأمة كلها اتباع واحد بعينه من هؤلاء الأربعة ولا من غيرهم ، بل اتفقوا على أنه وأحمد ، فهو الذي فرض الله على الخلق اتباعه وطاعته مطلقا ، فعليهم تصديقه في كل ما أخبر به عن الله ، وطاعته في كل ما يأمر به . لا يجب طاعة أحد في كل شيء إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأما . وعلى الجاهل أن يسألهم ويتعلم منهم ويرجع إليهم في دينه ، وله أن يسأل هذا العالم وهذا العالم ، ليس عليه أن يقتصر في السؤال والاستفتاء في جميع الدين على واحد بعينه . العلماء رضي الله عنهم فتجب طاعتهم فيما يأمرون به من طاعة [الله] ورسوله