الباب السابع والعشرون في إخباره صلى الله عليه وسلم  عثمان بن طلحة  بأنه سيصير مفتاح البيت إليه يضعه حيث شاء  
روى ابن سعد  عن  عثمان بن طلحة  قال : لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة  قبل الهجرة فدعاني إلى الإسلام ، فقلت : يا محمد ،  العجب لك حيث تطمع أن أتبعك ، وقد خالفت دين قومك ، وجئت بدين محدث وكنا نفتح الكعبة  في الجاهلية يوم الاثنين والخميس فأقبل يوما يريد الكعبة  أن يدخلها مع الناس ، فغلظت عليه ، ونلت منه وحلم عني ، ثم قال : «يا  عثمان ،  لعلك سترى هذا المفتاح بيدي ، أضعه حيث شئت» ، فقلت : لقد هلكت قريش ،  وذلت ، فقال : 
«بل عمرت يومئذ وعزت» . فدخل الكعبة ،  فوقعت كلمته مني موقعا ، ظننت أن الأمر سيصير  [ ص: 66 ] 
إلى ما قال ، فأردت الإسلام ، فإذا قومي يزبرونني زبرا شديدا ، فلما كان يوم فتح مكة ،  قال لي : 
«يا  عثمان ،  ائت بالمفتاح» فأتيته به فأخذه مني ثم دفعه إلي ، وقال : «خذها خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم» ، فلما وليت ناداني ، فرجعت إليه ، فقال : «ألم تكن الذي قلت لك ؟ » فذكرت قوله لي بمكة  قبل الهجرة ، لعلك سترى هذا المفتاح يوما بيدي ، أضعه حيث شئت ، فقلت : بل أشهد أنك رسول الله حقا . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					