الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فإذا ثبت أن قسم الأمة على النصف من قسم الحرة ، فكذلك المدبرة والمكاتبة وأم الولد ، ومن فيها جزء من الرق ، وإن قل ، فإن أعتقت الأمة في وقت قسمها ، كمل لها قسم حرة ، ولو أعتقت بعد زمان قسمها استأنف لها فيما يستقبله من النوب قسم حرة ، لكنه يقسم للحرة مثل ما كان للأمة من القسم ، كأنه كان يقسم للأمة ليلة وللحرة ليلتين ، فاستكملت الأمة ليلتها وهي على الرق ، وأقام مع الحرة ليلة واحدة ثم أعتقت الأمة ، فليس له أن يزيد الحرة على تلك الليلة الواحدة ؛ لأن الأمة قد صارت مثلها ، فلم يجز أن يفصل بينهما . قاله الشافعي نصا في القديم .

                                                                                                                                            وفيه عندي نظر ؛ لأن عتق الأمة يوجب تكميل حقها ، ولا يوجب نقصان حق غيرها ، فوجب أن تكون الحرة على حقها ، ويستقبل زيادة الأمة بعد عتقها ، فلو أعتقت الأمة ، ولم يعلم بعتقها حتى مضى لها نوب في القسم ثم علم ، لم يقض ما مضى ، وكمل قسمها في المستقبل بعد العلم بالعتق ، والله أعلم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية