الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          [ ص: 60 ] المسألة الخامسة

          ومن التأويلات البعيدة أيضا تأويل قوله - صلى الله عليه وسلم - : " من ملك ذا رحم محرم عتق عليه [1] فإن ظهور وروده لتأسيس قاعدة ، وتمهيد أصل ، في سياق الشرط والجزاء ، والتنبيه على حرمة الرحم المحرم ، وصلته قوي الظهور في قصد التعميم لكل ذي رحم محرم ، وذلك مما يمتنع معه التأويل بالحمل على الأصول والفصول ، دون غيرهم لأنهم قد امتازوا بكونهم على عمود النسب عن غيرهم ممن هو على حواشيه من الأرحام ، وذلك موجب لاختصاصهم بالتنصيص عليهم ، إظهارا لشرف قربهم ونسابتهم ، فلو كان القصد متعلقا بهم دون غيرهم بالذكر لما عدل عن التنصيص عليهم إلى ما يعم ، لما فيه من إسقاط حرمتهم وإهمال خاصيتهم ، ولذلك فإنه لو قال السيد لعبده : " أكرم الناس " قاصدا لإكرام أبويه لا غير كان ذلك من الأقوال المهجورة المستبعدة .

          التالي السابق


          الخدمات العلمية