الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وما قررت في غير هذا الموضع -من أن توحيد الله الذي هو إخلاص الدين له ، والعدل الذي نفعله نحن هو جماع الدين- يرجع إلى [ ص: 46 ] ذلك ، فإن إخلاص الدين لله أصل العدل ، كما أن الشرك بالله ظلم عظيم ، وأصل ذلك العلم ، فإنه لا يعلم العدل والظلم إلا بالعلم ، فصار الدين كله : العلم والعدل . وضد ذلك : الظلم والجهل ، قال الله تعالى : وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا [الأحزاب :72] . ولما كان ظلوما جهولا ، وذلك يقع من الرعاة تارة ، ومن الرعية تارة ، ومن غيرهم تارة كان العلم والعدل المأمور به : الصبر على ظلم الأئمة وجورهم ، كما هو من أصول أهل السنة والجماعة ، وكما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث المشهورة عنه ، كما قال : «إنكم ستلقون بعدي أثرة ، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض » . وقال : «من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه » . إلى أمثال ذلك . وقال : «أدوا لهم الذي لهم ، واسألوا الله الذي لكم » ، ونهى عن قتالهم ما صلوا ؛ وذلك لأن معهم أصل الدين المقصود ، وهو توحيد الله وعبادته ، ومعهم حسنات وترك لسيئات كثيرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية