الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          ومن كسر أو أتلف آلة لهو ولو مع صبي نص عليه أو كسر إناء ذهب وفضة أو إناء فيه خمر يؤمر بإراقتها قدر يريقها بدونه أو عجز ، نقله المروذي ، ونقل الأثرم وغيره : إن لم يقدر لم يضمن على الأصح فيهن ، كصليب وخنزير ، وعنه : يضمن [ ص: 524 ] غير آلة لهو ، وعنه : يضمن منها دفا ، ونقل مثنى : يكسره في مثل الميت ، ولا يضمن مخزنا للخمر ، نقله ابن منصور ، واختاره ابن بطة وغيره ، ونقل حنبل : بلى ، وجزم به الشيخ ، ولا يضمن كتابا فيه أحاديث رديئة ، نقله المروذي ، قال في الانتصار : فجعله كآلة لهو ، ثم سلمه على نصه في رواية المروذي في ستر فيه تصاوير ، ونص على تخريق الثياب السود ، فيتوجه فيهما روايتان تخريجا ، ولا حليا محرما على الرجال لم يستعملوه يصلح للنساء ، واحتج في الفنون في آلة لهو بأنه يجوز إعدام الآية من كتب المبتدعة ، لأجل ما هي فيه ، وإهانة لما وضعت له ولو أمكن تمييزها ، وكمرتد يجوز بيعه ، أنه يحتمل أن يضمن آلة لهو يرغب في مادتها ، كعود وداقورة ، كإناء نقد ، واحتج أيضا بأن عثمان والصحابة أحرقت المصاحف ولم تغرم قيمة المالية لأجل التأليف ، واحتج به جماعة ، وبتحريقهم مصحف ابن مسعود ، وبتحريق عجل بني إسرائيل ، وظاهر كلامهم أن الشطرنج منها ، نقل أبو داود : لا شيء عليه وقال شيخنا : ومن العقوبة المالية إتلاف الثوبين المعصفرين كما في الصحيح في حديث عبد الله بن عمرو ، وإراقة عمر اللبن الذي شيب بالماء للبيع ، وأن الصدقة بالمغشوش أولى من إتلافه .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية