الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          ولا يجوز إطلاق الفتيا في اسم مشترك إجماعا بل عليه التفصيل فلو سئل هل له الأكل بعد طلوع الفجر ، فلا بد أن يقول : يجوز بعد الفجر الأول لا الثاني ، وأرسل أبو حنيفة إلى أبي يوسف سأله عمن دفع ثوبا إلى قصار فقصره وجحده ، هل له الأجرة مع جحده إن عاد وسلمه إلى ربه ، وقال : إن قال نعم أو لا أخطأ ، ففطن أبو يوسف فقال : إن قصره قبل جحوده فله ، وبعده لا ، لأنه قصره لنفسه ، وسأل أبو الطيب قوما عن بيع رطل تمر برطل تمر ، فقالوا : يجوز ، فخطأهم ، فقالوا : لا ، فخطأهم ، فقال : إن تساويا كيلا جاز ، فهذا يوضح خطأ مطلق الجواب في مسألة احتملت التفصيل ، ذكره في الفنون ، وإن الشرع والعقل أوجبا التحرز من العوام بالتقية ، وأنه لا إقالة لعالم زل في شيء مما يكرهونه ، وقال له قائل : ينبغي أن تفتي بظاهر الذي تسمع ، فقال : ليس كذلك ، فإني لو سئلت عمن قال لرجل يا عالم يا فاضل يا كريم هل هو مدح أم لا ؟ فإنا لا نفتي حتى نعلم ، فإن كان في ذلك معان تنطبق عليها هذه الأوصاف وإلا فهي مجانة واستهزاء ، وقيل له في مفرداته عن جماع الأعرابي في نهار رمضان لم يستفصله النبي صلى الله عليه وسلم هل كان سفرا أو حضرا ؟ فقال : شاهده وظاهره يقتضي أنه حاضر ، فعلامة ذلك ودلالته أغنته .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية