الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
6674 - كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك - م د ن هـ) عن عائشة - صح) .

التالي السابق


(كان إذا دخل بيته) أي: إذا أراد دخوله (بدأ بالسواك) لأجل السلام على أهله؛ فإن السلام اسم شريف فاستعمل السواك للإتيان به، أو ليطيب فمه لتقبيل أهله ومضاجعتهم لأنه ربما تغير فمه عند محادثة الناس؛ فإذا دخل بيته كان من حسن معاشرة أهله ذلك، أو لأنه كان يبدأ بصلاة النفل أول دخوله بيته؛ فإنه قلما كان يتنفل بالمسجد فيكون السواك للصلاة. وقول عياض والقرطبي خص به دخول بيته لأنه مما لا يفعله ذو مروءة بحضرة الناس ولا ينبغي عمله بالمسجد ولا في المحافل ردوه، وفيه ندب السواك عند دخول المسجد، وبه صرح النووي وغيره، وأنه مما يبدأ به من القربات عند دخوله، وتكراره لذلك ومثابرته عليه وأنه كان لا يقتصر في ليله ونهاره على مرة؛ لأن دخول البيت مما يتكرر، والتكرر دليل العناية والتأكد، وبيان فضيلة السواك في جميع الأوقات وشدة الاهتمام به، وأنه لا يختص بوقت ولا حال معينة، وأنه لا يكره للصائم في شيء من النهار، لكن يستثنى ما بعد الزوال لحديث الخلوف، وذكروا أن السواك يسن للنوم وعلته ما ذكر من الاجتماع بالأهل؛ لأن مسهن وملاقاتهن على حال من التنظف أمر مطلوب مناسب دلت عليه الأخبار ولا مانع من كونه للمجموع، وفيه مداومته على التعبد في الخلاء والملاء.

(م د ن هـ) كلهم في الطهارة (عن عائشة ). وحكى ابن منده الإجماع على صحته، وتعقبه مغلطاي بأنه إن أراد إجماع العلماء قاطبة فمتعذر، أو إجماع الأئمة المتعاصرين فغير صواب؛ لأن البخاري لم يخرجه فأي إجماع مع مخالفته.




الخدمات العلمية