الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7733 - لينتهن أقوام عن ودعهم الجمعات ، أو ليختمن الله على قلوبهم ، ثم ليكونن من الغافلين (حم م ن هـ) عن ابن عباس وابن عمر . (صح)

التالي السابق


(لينتهن) بفتح أوله وفتح المثناة وضم الهاء لتدل على واو الضمير المحذوفة ، لأن أصله ينتهونن (أقوام عن ودعهم) أي تركهم ، قال الزمخشري : مصدر يدع (الجمعات) أي التخلف عنها ، قال الطيبي : هذا يرد قول النحاة أنهم أماتوا ماضيه ومصدره استغناء بــ "ترك" ، فليحمل كلامهم على قلة استعماله مع صحته قياسا (أو ليختمن الله على قلوبهم) أي يطبع عليها ويغطيه بالرين ، كناية عن إعدام اللطف وأسباب الخير ، فإن اعتياد ترك الجمعة يغلب الرين على القلب ، ويزهد النفوس في الطاعات ، وذلك يؤديهم إلى الغفلة كما قال (ثم ليكونن) بضم النون الأولى (من الغافلين) قال القاضي: معنى هذا الترديد أن أحد الأمرين كائن لا محالة ، إما الانتهاء عن تركها ، وإما الختم ، فإن اعتياد تركها يزهد في الطاعة ، ويجر إلى الغفلة ، قال الطيبي : و "ثم" للتراخي في الرتبة ، فإن كونهم من جملة الغافلين والمشهود فيه بالغفلة أدعى لشقاوتهم وأنطق لخسرانهم من [ ص: 398 ] مطلق كونهم مختوما عليهم ، وفيه أن الجمعة فرض عين

(حم م ن هـ عن ابن عباس وابن عمر ) بن الخطاب ، وكذا أبو هريرة ، ولم يخرجه البخاري .



الخدمات العلمية