الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4119 - "خيرت بين الشفاعة؛ وبين أن يدخل شطر أمتي الجنة؛ فاخترت الشفاعة" ؛ لأنها أعم وأكفى؛ أترونها للمؤمنين المتقين؟! لا؛ ولكنها للمذنبين الخطائين"؛ (حم)؛ عن ابن عمر ؛ (هـ)؛ عن أبي موسى ؛ (صح) .

التالي السابق


(خيرت) ؛ بالبناء للمفعول؛ والفاعل هو الله؛ أي: خيرني الله؛ (بين الشفاعة) ؛ في عصاة المؤمنين؛ (وبين أن يدخل شطر أمتي الجنة) ؛ بغير شفاعة؛ (فاخترت الشفاعة؛ لأنها أعم؛ وأكفى) ؛ إذ بها يدخلها كلهم؛ ولو بعد دخول من مات مؤمنا النار؛ (أترونها) ؛ استفهام إنكاري؛ بمعنى النفي؛ أي: لا تظنوا الشفاعة التي اخترتها؛ (للمؤمنين المتقين؟! لا؛ ولكنها للمذنبين) ؛ المتلوثين؛ (الخطائين) ؛ قال بعض شراح الشفاء: و"المنقين"؛ بنون وقاف مفتوحتين؛ مع تشديد القاف؛ جمع "منقى"؛ أي: مطهر؛ معنى وحسا؛ من [ ص: 501 ] "التنقية".

(تنبيه) :

قال القاضي : إن قلت: ما ذكر يستدعي ألا يدخل أحد من العصاة النار؛ قلت: اللازم منه عموم العفو؛ وهو لا يستلزم عدم دخول النار - لجواز أن يعفو عن بعضهم بعد الدخول؛ وقبل استيفاء العذاب؛ هذا وليس بحتم أن يدخل النار أحد من الأمة -؛ بل العفو عن الجميع؛ بموجب وعده؛ حيث قال: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ؛ وبقوله: إن الله يغفر الذنوب جميعا ؛ أهـ؛ وقد أخذ بعضهم من هذا الخبر أنه يكره أن يسأل الله أن يرزقه شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لكونها لخاصة المذنبين؛ ومنعه عياض بأنها قد تكون لتخفيف الحساب؛ ورفع الدرجات.

(حم؛ عن ابن عمر ) ؛ ابن الخطاب ؛ ورواه عنه أيضا الطبراني ؛ قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح؛ غير النعمان بن قراد ؛ وهو ثقة؛ (هـ؛ عن أبي موسى ) ؛ الأشعري ؛ قال المنذري - بعدما عزاه لأحمد والطبراني -: إسناده جيد .




الخدمات العلمية