الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4543 (باب منه)

                                                                                                                              وهو في النووي، في (الباب المتقدم).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 46 ج 16، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن مسروق، قال: دخلت على عائشة، وعندها حسان بن ثابت ينشدها شعرا -يشبب بأبيات له- فقال:

                                                                                                                              [ ص: 625 ]


                                                                                                                              حصان رزان ما تزن بريبة وتصبح غرثى من لحوم الغوافل



                                                                                                                              فقالت له عائشة: لكنك لست كذلك.

                                                                                                                              قال مسروق: فقلت لها: لم تأذنين له يدخل عليك؟ وقد قال الله: والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم .

                                                                                                                              فقالت: فأي عذاب أشد من العمى؟ إنه كان ينافح -أو يهاجي- عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم).


                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن مسروق؛ قال: دخلت على عائشة، رضي الله عنها، وعندها حسان بن ثابت، ينشدها شعرا -يشبب بأبيات له-) أي: يتغزل. كذا فسره في "المشارق".

                                                                                                                              (فقال):


                                                                                                                              حصان رزان ما تزن بريبة وتصبح غرثى من لحوم الغوافل



                                                                                                                              "حصان" بفتح الحاء: أي: محصنة عفيفة.

                                                                                                                              و"رزان": كاملة العقل. ورجل رزين.

                                                                                                                              و"ما تزن" أي: ما تتهم. يقال: "زننته، وأزننته" إذا ظننت به خيرا أو شرا.

                                                                                                                              و"غرثى" بفتح العين. أي: جائعة. ورجل غرثان. معناه: لا تغتاب الناس؛ لأنها لو اغتابتهم: شبعت من لحومهم.

                                                                                                                              [ ص: 626 ]

                                                                                                                              (فقالت له عائشة: لكنك لست كذلك. قال مسروق: فقلت لها: لم تأذنين له، يدخل عليك؟ وقد قال الله: والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ). فقالت: فأي عذاب أشد من العمى؟ فقالت: إنه كان ينافح) أي: يدافع، ويناضل. (-أو يهاجي- عن رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم).

                                                                                                                              وفي رواية قالت: "كان يذب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم".




                                                                                                                              الخدمات العلمية