الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        1082 [ ص: 362 ] [ ص: 363 ] 26 - كتاب العقيقة 3 364 3 [ ص: 364 ] [ ص: 365 ] بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد ، وآله وسلم ( 1 ) باب ما جاء في العقيقة

                                                                                                                        1039 - مالك ، عن زيد بن أسلم ، عن رجل من بني ضمرة ، عن أبيه ; أنه قال : سئل رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن العقيقة ؟ فقال " لا أحب العقوق " وكأنه إنما كره الاسم . قال " من ولد له ولد فأحب أن ينسك عن ولده [ ص: 366 ] فليفعل " .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        22343 - روى هذا الحديث ابن عيينة ، عن زيد بن أسلم ، عن رجل من بني ضمرة ، عن أبيه ، أو عن عمه على الشك .

                                                                                                                        22344 - والقول في ذلك قول مالك ، والله أعلم .

                                                                                                                        22345 - ولا أعلمه يروي هذا الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه ومن حديث عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده .

                                                                                                                        23346 - واختلف فيه على عمرو بن شعيب .

                                                                                                                        22347 - ومن أحسن أسانيد حديثه ما رواه عبد الرزاق ، قال : أخبرنا داود بن قيس : قال : سمعت عمرو بن شعيب ، يحدث عن أبيه ، عن جده ، قال سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن العقيقة ؟ فقال : " لا أحب العقوق " ، وكأنه كره الاسم ، قالوا : يا رسول الله ! ينسك أحدنا عن ولد له ؟ فقال : من أحب منكم أن ينسك عن ولده فليفعل عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة .

                                                                                                                        [ ص: 367 ] 22348 - وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في العقيقة أحاديث منها : حديث سمرة ، وحديث سليمان بن عامر ، وقد ذكرناهما بالأسانيد في " التمهيد " .

                                                                                                                        22349 - وفي هذا الحديث كراهة ما يقبح من الأسماء ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب الاسم الحسن ; لأنه كان يعجبه الفأل الحسن ، ويأتي هذا المعنى في الجامع إن شاء الله .

                                                                                                                        22350 - وكان الواجب بظاهر هذا الحديث أن يقال للذبيحة عن المولود في [ ص: 368 ] سابعة نسيكة ، ولا يقال عقيقة ، إلا أني لا أعلم خلافا بين العلماء في تسمية ذلك عقيقا ، فدل على أن ذلك منسوخ ، واستحباب ، واختيار .

                                                                                                                        22351 - فأما النسخ ، فإن في حديث سمرة بن جندب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال : الغلام مرتهن بعقيقة تذبح عنه يوم سابعه ، ويسمى .

                                                                                                                        22352 - وفي حديث سلمان بن عامر الضبي ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " مع الغلام عقيقة ، فأهريقوا عنه دما ، وأميطوا عنه الأذى " .

                                                                                                                        22353 - ففي هذين الحديثين لفظ العقيقة ، فدل ذلك على الإباحة ، لا على الكراهة في الاسم .

                                                                                                                        22354 - وعلى هذا كتب الفقهاء في كل الأمصار ، ليس فيها إلا العقيقة ، لا النسيكة ، على أن حديث مالك هذا ليس فيه التصريح بالكراهة .

                                                                                                                        22355 - وكذلك حديث عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                        22356 - وإنما فيهما ، فكأنه كره الاسم ، وقال : من أحب أن ينسك عن ولده .

                                                                                                                        22357 - وأما العقيقة في اللغة ، فذكر أبو عبيد عن الأصمعي وغيره أن أصلها الشعر الذي يكون على رأس الصبي .

                                                                                                                        22358 - قال : وإنما سميت الشاة التي تذبح عنه : عقيقة ; لأنه يحلق رأس [ ص: 369 ] الصبي عند الذبح ، ولهذا قيل : أميطوا عنه الأذى ، يعني بذلك الأذى : الشعر .

                                                                                                                        22359 - وذكر شواهد من الشعر على هذا ، قد ذكرناها في التمهيد .

                                                                                                                        22360 - وأنكر أحمد بن حنبل تفسير أبي عبيد هذا ، وما ذكره في ذلك عن الأصمعي وغيره ، وقال : إنما العقيقة الذبح نفسه ، وهو قطع الأوداج ، والحلقوم .

                                                                                                                        قال : ومنه قيل للقاطع رحمه في أبيه ، وأمه : عاق .

                                                                                                                        وأما حديث مالك في هذا الباب




                                                                                                                        الخدمات العلمية