الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( جل ) الجيم واللام أصول ثلاثة : جل الشيء : عظم ، وجل الشيء معظمه . وجلال الله : عظمته . وهو ذو الجلال والإكرام . والجلل الأمر العظيم . والجلة : الإبل المسان . قال :


                                                          أو تأخذن إبلي إلي سلاحها يوما لجلتها ولا أبكارها

                                                          والجلالة : الناقة العظيمة . والجليلة : خلاف الدقيقة . ويقال ما له دقيقة ولا جليلة ، أي لا ناقة ولا شاة . وأتيت فلانا فما أجلني ولا أحشاني ، أي ما أعطاني صغيرا ولا كبيرا من الجلة ولا من الحاشية . وأدق فلان وأجل ، إذا أعطى القليل والكثير . [ قال ] :


                                                          ألا من لعين لا ترى قلل الحمى     ولا جبل الريان إلا استهلت
                                                          [ ص: 418 ] لجوج إذا سحت هموع إذا بكت     بكت فأدقت في البكا وأجلت

                                                          يقول : أتت بقليل البكاء وكثيره . ويقال : فعلت ذاك من جلالك . قالوا : معناه من عظمك في صدري . قال كثير :


                                                          وإكرامي العدى من جلالها

                                                          والأصل الثاني شيء يشمل شيئا ، مثل جل الفرس ، ومثل [ المجلل ] الغيث الذي يجلل الأرض بالماء والنبات . ومنه الجلول ، وهي شرع السفن . قال القطامي :


                                                          في ذي جلول يقضي الموت صاحبه     إذا الصراري من أهواله ارتسما

                                                          الواحد جل .

                                                          والأصل الثالث من الصوت ; يقال سحاب مجلجل إذا صوت . والجلجل مشتق منه . ومن الباب جلجلت الشيء في يدي ، إذا خلطته ثم ضربته .


                                                          فجلجلها طورين ثم أمرها     كما أرسلت مخشوبة لم تقرم

                                                          [ ص: 419 ] ومحتمل أن يكون جلجلان السمسم من هذا ; لأنه يتجلجل في سنفه إذا يبس .

                                                          ومما يحمل على هذا قولهم : أصبت جلجلان قلبه ، أي حبة قلبه . ومنه الجل قصب الزرع ; لأن الريح إذا وقعت فيه جلجلته . ومحتمل أن يكون من الباب الأول لغلظه . ومنه الجليل وهو الثمام . قال :


                                                          ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة     بواد وحولي إذخر وجليل

                                                          وأما المجلة فالصحيفة ، وهي شاذة عن الباب ، إلا أن تلحق بالأول ; لعظم خطر العلم وجلالته .

                                                          قال أبو عبيد : كل كتاب عند العرب فهو مجلة .

                                                          ومما شذ عن الباب الجلة البعر .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية