الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        3928 - وقال الحارث : حدثنا عبد الرحيم بن واقد الخراساني ، ثنا حماد بن عمرو ، ثنا إسماعيل بن رافع ، عن زيد بن أسلم ، أو محمد بن المنكدر - الشك من حماد - قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه : يا علي ، خذ الباب فلا يدخلن علي أحد ، فإن عندي زورا من الملائكة استأذنوا ربهم أن يزوروني " فأخذ علي رضي الله عنه الباب ، وجاء عمر رضي الله عنه فاستأذن ، فقال : يا علي ، استأذن لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال علي رضي الله عنه : ليس على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذن ، فرجع عمر رضي الله عنه ، وظن أن ذلك من سخطة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يصبر عمر رضي الله عنه أن رجع ، فقال : استأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ليس على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذن . فقال رضي الله عنه : ولم ؟ قال رضي الله عنه : لأن زورا من الملائكة عنده ، واستأذنوا ربهم أن يزوروه ، قال رضي الله عنه : وكم هم يا علي ؟ قال رضي الله عنه : ثلاثمائة وستون ملكا ، ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بفتح الباب ، فذكر ذلك عمر رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، إنه أخبرني أن زورا من الملائكة استأذنوا ربهم أن يزوروك ، وأخبرني يا رسول الله أن عدتهم ثلاثمائة وستون ملكا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه : " أنت أخبرت بالزور ؟ " قال : نعم يا رسول الله ، [ ص: 91 ] قال صلى الله عليه وسلم : " فأخبرته بعدتهم ؟ " قال رضي الله عنه : نعم ، قال صلى الله عليه وسلم : " فكم هم يا علي ؟ " قال رضي الله عنه : ثلاثمائة وستون ملكا ، قال صلى الله عليه وسلم : " وكيف علمت ذلك ؟ " قال رضي الله عنه : سمعت ثلاثمائة وستين نغمة فعلمت أنهم ثلاثمائة وستون ملكا ، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدره ، ثم قال : يا علي ، زادك الله إيمانا وعلما .

                                                                                        [ ص: 92 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية