[ ص: 259 ] 38 - باب ما اشترك فيه جماعة من الصحابة رضي الله عنهم
3990 - قال : حدثنا أحمد بن منيع ، ثنا حجاج بن محمد ، ثنا ابن جريج أبو حرب بن أبي الأسود ، وعن ، عن ابن جريج رجل ، عن ، قالا : زاذان رضي الله عنه إذ وافقوا منه طيب نفس ، فقالوا : حدثنا عن أصحابك يا أمير المؤمنين ، قال رضي الله عنه : عن أي أصحابي ؟ قالوا : أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، قال رضي الله عنه : كل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أصحابي ، فأيهم تريدون ؟ قالوا : النفر الذي رأيناك تلطفهم بذكرك والصلاة عليهم دون القوم ، قال رضي الله عنه : أيهم ؟ قالوا : علي رضي الله عنه ، قال : علم السنة وقرأ القرآن ، وكفى به علما . عبد الله بن مسعود
ثم ختم به عنده فلم يدروا على ما أراد بقوله "كفى به علما" ، كفى بعبد الله أم كفى بالقرآن ؟
[ ص: 260 ] قالوا : فحذيفة رضي الله عنه ؟ قال رضي الله عنه : علم أو علم أسماء المنافقين ، وسأل عن المعضلات حتى عقل عنها ، فإن سألتموه عنها تجدونه بها عالما .
قالوا : فأبو ذر رضي الله عنه ؟ قال رضي الله عنه : وعاء ملئ علما ، وكان رضي الله عنه شحيحا حريصا ، شحيحا على دينه ، حريصا على العلم ، وكان يكثر السؤال فيعطى ويمنع ، أما إنه قد ملئ له في وعائه حتى امتلأ .
[ ص: 261 ] قالوا : فسلمان رضي الله عنه ؟ قال رضي الله عنه : امرؤ منا وإلينا أهل البيت ، من لكم بمثل لقمان الحكيم ، علم العلم الأول ، وأدرك العلم الآخر ، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر ، وكان رضي الله عنه بحرا لا ينزف .
قالوا : فعمار بن ياسر رضي الله عنه ؟ قال رضي الله عنه : ذاك امرؤ خلط الله تعالى الإيمان بلحمه ودمه وعظمه وشعره وبشره ، لا يفارق الحق ساعة ، حيث زال زال معه ، لا ينبغي للنار أن تأكل منه شيئا .
قالوا : فحدثنا عنك يا أمير المؤمنين ؟
قال رضي الله عنه : مهلا ، نهى الله عن التزكية .
قال : فقال قائل : فإن الله تعالى يقول : وأما بنعمة ربك فحدث ، قال رضي الله عنه : فإني أحدثكم بنعمة ربي تبارك وتعالى ، كنت إذا سألت أعطيت ، وإذا سكت ابتديت ، وبين الجوارح مني ملئ علما جما . بينا الناس ذات يوم عند
[ ص: 262 ] [ ص: 263 ] [ ص: 264 ] [ ص: 265 ]