[ 3193 / 1 ] قال: وثنا ثنا زهير، أبنا يزيد بن هارون، عن عباد بن منصور، عكرمة، رضي الله عنهما - قال: " لما نزلت: ( ابن عباس - والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون )
قال وهو سيد سعد بن عبادة - الأنصار - : أهكذا أنزلت يا رسول الله؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الأنصار، ألا تسمعون إلى ما يقول سيدكم؟! قالوا: يا رسول الله، لا تلمه؟ فإنه رجل غيور، والله ما تزوج امرأة قط إلا بكرا، ولا طلق امرأة قط فاجترأ رجل منا على أن يتزوجها من شدة غيرته. فقال سعد: والله يا رسول الله، إني لأعلم أنها حق وأنها من عند الله، ولكن قد تعجبت أن لو وجدت لكاعا قد تفخذها رجل لم يكن لي أن أهيجه ولا أن أحركه حتى آتي بأربعة شهداء، فوالله لا آتي بهم حتى يقضي حاجته. قال: فما لبثوا إلا يسيرا حتى جاء هلال بن أمية - وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم - فجاء من أرضه عشاء، فوجد عند أهله رجلا فرأى بعينيه وسمع بأذنيه، فلم يهجه حتى أصبح، فغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني جئت أهلي عشاء فوجدت عندها رجلا، فرأيت بعيني وسمعت بأذني. فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء به واشتد عليه، [ ص: 73 ] واجتمعت الأنصار فقالوا: قد ابتلينا بما قال إلا أن يضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن عبادة، هلال بن أمية ويبطل شهادته في المسلمين، فقال: والله إني لأرجو أن يجعل الله لي منها مخرجا. فقال هلال: يا رسول الله، إني أرى ما اشتد عليك بما جئت به، والله إني لصادق.
فوالله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليريد أن يأمر بضربه؛ إذ نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي - وكان إذا نزل عليه عرفوا ذلك في تربد جلده - فأمسكوا عنه حتى فرغ الوحي، فنزلت: ( والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم ) عن
[ 3193 / 2 ] رواه في مسنده: ثنا أحمد بن حنبل يزيد... فذكره. بنقص ألفاظ.
[ 3193 / 3 ] ورواه ثنا أبو بكر بن أبي شيبة: فذكره بتمامه. قلت: قصة يزيد بن هارون... هلال بن أمية في الصحيح، وإنما ذكرت أولها تضمينا للحديث المتقدم، ولم أره بهذه السياقة عند أحد منهم، والله أعلم.
وتقدم حديث رزينة في الباب قبله، وسيأتي في كتاب الأدب في باب المزاح.