الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    9 - باب الحال التي إذا قتل بها الرجل أقيد منه

                                                                                                                                                                    [ 3412 / 1 ] قال أبو يعلى الموصلي: ثنا أبو عباد قطن بن نسير الغبري، ثنا جعفر بن سليمان، ثنا ثابت، عن أبي رافع قال: " كان أبو لؤلؤة عبد المغيرة بن شعبة - وكان يصنع الأرحاء - وكان المغيرة بن شعبة يستغله كل يوم أربعة دراهم، فلقي أبو لؤلؤة عمر رضي الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين، إن المغيرة قد أثقل علي غلتي، فكلمه يخفف عنه. فقال له [ ص: 195 ] عمر: اتق الله، وأحسن إلى مولاك - وفي نية عمر أن يلقى المغيرة فيكلمه فيخفف عنه فغضب العبد وقال: وسع الناس كلهم عدله غيري، فأضمر على قتله، فاصطنع خنجرا له رأسان وشحذه وسمه، ثم أتى به الهرمزان فقال: كيف ترى هذا؟ قال: أرى أنك لا تضرب به أحدا إلا قتلته. قال: فتحين أبو لؤلؤة، فجاء في صلاة الغداة حتى قام وراء عمر وكان عمر إذا أقيمت الصلاة فتكلم يقول: أقيموا صفوفكم. فقال كما كان يقول - فلما كبر وجأه أبو لؤلؤة في كتفه ووجأه في خاصرته، فسقط عمر وطعن بخنجره ثلاثة عشر رجلا، فهلك منهم سبعة، وفرق منهم ستة، وحمل عمر فذهب به إلى منزله، وصاح الناس حتى كادت الشمس تطلع، فنادى عبد الرحمن بن عوف: يا أيها الناس الصلاة، الصلاة، الصلاة. قال: وفزعوا إلى الصلاة، فتقدم عبد الرحمن بن عوف فصلى بهم بأقصر سورتين من القرآن، فلما قضى صلاته توجهوا إلى عمر، فدعا بشراب لينظر ما قدر جرحه فأتي بنبيذ فشربه فخرج من جرحه فلم يدر أنبيذ هو أم دم، فدعا بلبن فشربه فخرج من جرحه، فقالوا: لا بأس عليك يا أمير المؤمنين. فقال: إن يكن بالقتل بأس فقد قتلت... ". الحديث بطوله.

                                                                                                                                                                    وسيأتي بتمامه وطرقه في كتاب المناقب في مناقب عمر رضي الله عنه.

                                                                                                                                                                    [ 3412 / 2 ] ورواه ابن حبان في صحيحه: ثنا أبو يعلى الموصلي... فذكره.

                                                                                                                                                                    [ 3412 / 3 ] ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ : ثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي وأبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، قالا: ثنا الحسن بن علي بن شبيب المعمري، ثنا محمد بن عبيد بن حساب ثنا جعفر بن سليمان... فذكره.

                                                                                                                                                                    [ 3412 / 4 ] ورواه البيهقي في سننه: ثنا أبو عبد الله الحافظ ... فذكره.

                                                                                                                                                                    قوله: " وجأه " بالجيم أي: رضه. [ ص: 196 ]

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية