[ 3449 / 1 ] وقال أبنا إسحاق بن راهويه: ثنا عبدة بن سليمان، سالم المرادي أبو العلاء، سمعت يقول: " الحسن علي البصرة في أمر طلحة وأصحابه، قام عبد الله بن الكواء وابن عباد فقالا: يا أمير المؤمنين، أخبرنا عن مسيرك هذا، أوصية أوصاك بها [ ص: 217 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم أم عهد عهده عندك، أم رأي رأيته حين تفرقت الأمة واختلفت كلمتها؟فقال: ما أكون أول كاذب عليه، والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم موت فجأة ولا قتل قتلا، ولقد مكث في مرضه كل ذلك يأتيه المؤذن فيؤذنه بالصلاة، فيقول: مروا لما قدم فليصل بالناس. ولقد تركني وهو يرى مكاني ولو عهد إلي شيئا لقمت به حتى عارضت في ذلك امرأة من نسائه فقالت: إن أبا بكر رجل رقيق، إذا قام مقامك لم يسمع الناس، فلو أمرت أبا بكر أن يصلي بالناس؟ فقال لها: إنكن صواحب عمر يوسف. فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر المسلمون في أمرهم فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ولى أمر دينهم فولوه أمر دنياهم، فبايعه المسلمون وبايعت معهم، فكنت أغزو إذا أغزاني، وآخذ إذا أعطاني، وكنت سوطا بين يديه في إقامة الحدود، فلو كانت محاباة عند حضور موته لجعلها في ولده، فأشار أبا بكر بعمر ولم يأل فبايعه الناس وبايعته معهم، فكنت أغزو إذا أغزاني، وآخذ إذا أعطاني، وكنت سوطا بين يديه في إقامة الحدود، فلو كانت محاباة عند حضور موته لجعلها لولده، وكره أن ينتخب منا معشر قريش رجلا فيوليه أمر الأمة فلا يكون فيه إساءة من بعده إلا لحقت في قبره فاختار منا ستة أنا فيهم لنختار للأمة رجلا، فلما اجتمعنا وثب عمر فوهب لنا نصيبه منها على أن نعطيه مواثيقنا على أن نختار من الخمسة رجلا فنوليه أمر الأمة، فأعطيناه مواثيقنا فأخذ بيد عبد الرحمن بن عوف عثمان فبايعه، ولقد عرض في نفسي عند ذلك، فلما نظرت في أمري فإذا عهدي قد سبق بيعتي فبايعت وسلمت، فكنت أغزو إذا أغزاني وآخذ إذا أعطاني، وكنت سوطا بين يديه في إقامة الحدود، فلما قبض عثمان نظرت في أمري فإذا الموثقة التي كانت في عنقي لأبي بكر وعمر قد انحلت، وإذا العهد لعثمان قد وفيت به، وأنا رجل من المسلمين ليس لأحد عندي دعوى ولا طلبة فوثب فيها من ليس مثلي - يعني: معاوية - لا قرابته قرابتي ولا علمه كعلمي ولا سابقته كسابقتي وكنت أحق بها منه. قالا: صدقت، فأخبرنا عن ملك هذين الرجلين - يعنيان: طلحة والزبير - صاحباك في الهجرة وصاحباك في بيعة الرضوان وصاحباك في المشورة. فقال: بايعاني بالمدينة وخالفاني بالبصرة، ولو أن رجلا ممن بايع خلعه لقاتلناه، ولو أن رجلا ممن بايع أبا بكر خلعه لقاتلناه ". عمر
[ 3449 / 2 ] قال إسحاق: وأبنا عن محمد بن عبيد الطنافسي، سالم المرادي، عن مثله سواء. [ ص: 218 ] الحسن
هذا إسناد صحيح.
روى أبو داود طرفا منه من حديث والنسائي عن الحسن، قيس بن عباد.