[ 3454 / 1 ] قال وثنا أبو بكر بن أبي شيبة: ثنا زيد بن الحباب، موسى بن [ ص: 221 ] عبيدة الربذي، ثنا هود بن عطاء (اليماني ) رضي الله عنه قال: " كان فينا شاب ذو عبادة وزهد واجتهاد. قال: فسميناه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يعرفه، ووصفناه بصفة فلم يعرفه، فبينا نحن كذلك إذ أقبل، فقلنا: يا رسول الله، هو هذا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أرى على وجهه سفعة من الشيطان. فجاء فسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجعلت في نفسك أن ليس في القوم أحد خير منك؟ قال: اللهم نعم. ثم ولى فدخل المسجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يقتل الرجل؟ فقال أنس أنا. فدخل فإذا هو قائم يصلي، فقال: أقتل رجلا يصلي، وقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضرب المصلين؟ ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يقتل الرجل؟ فقال أبو بكر: أنا يا رسول الله. فدخل عمر: المسجد فإذا هو ساجد، فقال: أقتل رجلا يصلي، وقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضرب المصلين؟ ! لأرجعن، فقد رجع من هو خير مني عمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه يا أبو بكر. فقال: يا رسول الله، وجدته يصلي، وقد نهيتنا عن ضرب المصلين. فقال: من يقتل الرجل؟ فقال عمر. أنا. فقال: أنت تقتله إن وجدته. فدخل المسجد فوجده قد خرج، فقال: أما والله أن لو قتلته لكان أولهم وآخرهم، وما اختلف من أمتي اثنان ". علي: عن
[ 3454 / 2 ] وبه عن أنس بن مالك، عن قال: " أبي بكر ". نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضرب المصلين
[ 3454 / 3 ] رواه ثنا أبو يعلى الموصلي: فذكر طريقه الثانية. أبو بكر بن أبي شيبة...
[ 3454 / 4 ] قال وثنا أبو يعلى : عمرو بن الضحاك، ثنا أبي، عن موسى بن عبيدة به مثله.
[ 3454 / 5 ] قال: وثنا محمد بن الفرج أبو جعفر ببغداد، ثنا محمد بن الزبرقان، حدثني موسى بن عبيدة، أخبرني هود بن عطاء، قال: " كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يعجبنا تعبده واجتهاده، فذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم باسمه فلم يعرفه، ووصفنا بصفته فلم يعرفه... " أنس عن فذكر طريق الأولى، وزاد في آخره: قال ابن أبي شيبة موسى: سمعت يقول: " هو الذي قتله محمد بن كعب ذا الثدية ". [ ص: 222 ] علي
[ 3454 / 6 ] قال وثنا أبو يعلى : ثنا أبو خيثمة، ثنا عمر بن يونس، عن عكرمة، يزيد الرقاشي في حوض زمزم والناس مجتمعون عليه من قريش وغيرهم، قال: حدثني قال: " أنس بن مالك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقتلت الرجل؟ قال: وجدته يصلي فهبته. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيكم يقوم إلى هذا الرجل فيقتله؟ قال أبو بكر، أنا. وأخذ السيف، فوجده يصلي فرجع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر: أقتلت الرجل؟ قال: يا نبي الله، وجدته يصلي فهبته. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيكم يقوم إلى هذا الرجل فيقتله؟ قال لعمر: أنا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت إن أدركته. فذهب علي فلم يجده فرجع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقتلت الرجل؟ قال: لم أدر أين سلك من الأرض. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا أول قرن خرج من أمتي. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو قتلته - أو قتله - ما اختلف في أمتي اثنان، إن بني إسرائيل تفرقوا على واحد وسبعين فرقة، وإن هذه الأمة - يعني: أمته - ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة، كلها في النار إلا فرقة واحدة. قلنا: يا نبي الله، من تلك الفرقة؟ قال: الجماعة. قال علي: يزيد الرقاشي: فقلت لأنس: يا فأين الجماعة؟ قال: مع أمرائكم، مع أمرائكم ". أبا حمزة، كان رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا رجع وحط عن راحلته عمد إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يصلي فيه فيطيل الصلاة حتى جعل بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون أن له فضلا عليهم فمر يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في أصحابه، فقال له بعض أصحابه: يا نبي الله، هو ذاك. فإما أرسل إليه نبي الله صلى الله عليه وسلم وإما جاء من قبل نفسه - فلما رآه رسول الله مقبلا قال: والذي نفسي بيده، إن بين عينيه سفعة من الشيطان. فلما وقف على المجلس قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقلت في نفسك حين وقفت على المجلس: ليس في القوم خير مني؟ قال: نعم. ثم انصرف فأتى ناحية من المسجد فخط خطة برجله، ثم صف كعبيه، ثم قام يصلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيكم يقوم إلى هذا فيقتله؟ فقام
[ 3454 / 7 ] قال وثنا أبو يعلى الموصلي: ثنا محمد بن بكار، عن أبو معشر، يعقوب بن زيد بن طلحة، عن زيد بن أسلم، عن قال: " ذكر رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم له نكاية في العدو واجتهاد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا أعرف هذا. قال: بل نعته كذا [ ص: 223 ] وكذا. قال: ما أعرفه. قال: فبينما نحن كذلك إذ طلع الرجل، فقال: هو هذا يا رسول الله. قال: ما كنت أعرف هذا، هذا أول قرن رأيته في أمتي، إن فيه لسفعة من الشيطان. فلما دنا الرجل سلم، فرد عليه السلام، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنشدك بالله، هل حدثت نفسك حين طلعت علينا أن ليس في القوم أحد أفضل منك؟ قال: اللهم نعم. قال: فدخل المسجد فصلى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك قم فاقتله. فدخل لأبي بكر: فوجده قائما يصلي، فقال أبو بكر في نفسه: إن للصلاة حرمة وحقا، ولو أني استأمرت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجاء إليه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أقتلته؟ قال: لا، رأيته قائما يصلي، ورأيت للصلاة حرمة وحقا، وإن شئت أن أقتله قتلته. قال: لست بصاحبه، اذهب أنت يا أبو بكر فاقتله. فدخل عمر المسجد فإذا هو ساجد فانتظره طويلا، ثم قال عمر في نفسه: إن للسجود حقا، ولو أني استأمرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد استأمره من هو خير مني، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أقتلته؟ قال: لا، رأيته ساجدا ورأيت للسجود حقا، وإن شئت أن أقتله قتلته. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لست بصاحبه، قم يا عمر أنت صاحبه إن وجدته. فدخل فوجده قد خرج من المسجد، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أقتلته؟ قال: لا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو قتل ما اختلف رجلان من أمتي حتى يخرج الدجال. ثم حدثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأمم فقال: تفرقت أمة علي، موسى على إحدى وسبعين ملة، سبعون منها في النار وواحدة في الجنة، وتفرقت أمة عيسى على ثنتين وسبعين ملة، إحدى وسبعين منها في النار وواحدة في الجنة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: الجماعة ". وتعلو أمتي على الفرقتين جميعا بملة، اثنين وسبعين في النار وواحدة في الجنة.
[ 3454 / 8 ] قال يعقوب بن زيد: وكان إذا حدث بهذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا منه قرآنا: ( علي بن أبي طالب ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ) ثم ذكر أمة عيسى فقال: ( ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ) أو إلى قوله: ( ساء ما يعملون ) ثم ذكر أمتنا فقال: ( وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ) . [ ص: 224 ]
[ 3454 / 9 ] ورواه في مسنده: ثنا البزار ثنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد الكوفي، عبد الرحمن بن شريك، ثنا أبي، عن عن الأعمش، أبي سفيان، عن قال: " أنس بن مالك فلما انتهى فسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: بالله حيث ذكر كلمة أحسبه قال: - قلت في نفسك - أو ترى في نفسك - أنك أفضل القوم؟ قال: نعم. قال: فلما ذهب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه قد طلع - أحسبه قال: - قوم هذا وأصحابه منهم. قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم حتى أقبل رجل حسن السمت - ذكروا من أمره أمرا حسنا - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأرى على وجهه سفعة من النار. أفلا أقتله يا رسول الله؟ قال: بلى. فانطلق أبو بكر: فوجده في المسجد يصلي، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني وجدته يصلي فلم أستطع أن أقتله. قال أبو بكر أفلا أقتله؟ قال: بلى. قال: وانطلق عمر: فوجده في المسجد يصلي، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني وجدته يصلي فلم أستطع أن أقتله. فقال عمر، أفلا أقتله يا رسول الله؟ فقال: بلى، أنت تقتله إن وجدته. فانطلق علي فلم يجده ". علي:
قال لا نعلمه يروى عن البزار: بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه تفرد به أنس ، عن شريك الأعمش.
قوله: " سفعة " - بفتح السين والعين المهملتين بينها فاء ساكنة - أي أخذ من الجن، ومنه ( لنسفعا بالناصية ) والأسفع الذي بخده سواد يخالف لونه، والأنثى سفعاء، والجمع: سفع.