[ ص: 5 ] غزوة أحد
قرأت على أبي النور إسماعيل بن نور بن قمر الهيتي، أخبركم أبو نصر موسى بن عبد القادر الجيلي قراءة عليه وأنتم تسمعون، قال: أخبرنا أبو القاسم سعيد بن أحمد بن البناء، قال:أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد البسري، قال:أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص ، حدثنا عبد الله ، حدثنا ، حدثنا العباس بن الوليد ، عن أبو عوانة عن أبيه، عن عمرو بن أبي سلمة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي هريرة، "إن أحدا هذا جبل يحبنا ونحبه" .
وكانت في شوال سنة ثلاث، يوم السبت لإحدى عشرة ليلة خلت منه عند وعند ابن عائذ، لسبع ليال خلون منه، على رأس اثنين وثلاثين شهرا من مهاجره، وقيل: للنصف منه. ابن سعد:
وكان من حديث أحد، قال ابن إسحق :كما حدثني ، محمد بن مسلم الزهري ومحمد بن حبان ، وعاصم بن عمر بن قتادة ، والحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ، وغيرهم من علمائنا، كلهم قد حدث بعض الحديث عن يوم أحد، وقد اجتمع حديثهم كله فيما سقت من هذا الحديث عن يوم أحد، قالوا أو من قال منهم.
لما أصيب يوم بدر من كفار قريش أصحاب القليب، ورجع فلهم إلى مكة، ورجع أبو [ ص: 6 ] سفيان بن حرب بعيره، مشى عبد الله بن أبي ربيعة ، ، وعكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية، في رجال من قريش، ممن أصيب آباؤهم وإخوانهم وأبناؤهم يوم بدر، فكلموا ومن كانت له في تلك العير من أبا سفيان بن حرب قريش تجارة، فقالوا: يا معشر قريش: إن محمدا قد وتركم، وقتل خياركم، فأعينونا بهذا المال على حربه لعلنا ندرك منه ثأرا بمن أصاب منا، ففعلوا.
وقال لما رجع من حضر بدرا من المشركين إلى ابن سعد: مكة، وجدوا العير التي قدم بها موقوفة في دار الندوة، فمشت أشراف أبو سفيان بن حرب قريش إلى أبي سفيان فقالوا: نحن طيبوا أنفس أن تجهزوا بربح هذه العير جيشا إلى محمد، فقال فأنا أول من أجاب إلى ذاك، وبنو عبد مناف ، فباعوها، فصارت ذهبا، وكانت ألف بعير، والمال خمسين ألف دينار، فسلم إلى أهل العير رؤوس أموالهم، وأخرجوا أرباحهم، وكانوا يربحون في تجاراتهم لكل دينار دينارا . أبو سفيان:
قال ابن إسحق ففيهم كما ذكر لي بعض أهل العلم أنزل الله تعالى: ( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون، والذين كفروا إلى جهنم يحشرون ) فاجتمعت قريش لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فعل ذلك وأصحاب العير بأحابيشها ومن أطاعها من قبائل أبو سفيان كنانة وأهل تهامة . [ ص: 7 ]
قال وكتب ابن سعد: إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بخبرهم كله، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم العباس بن عبد المطلب بكتاب سعد بن الربيع العباس.
رجع إلى خبر بن إسحاق: وكان أبو عزة عمرو بن عبد الله الجمحي قد من عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر، وكان فقيرا ذا عيال وحاجة، وكان في الإسار فقال: يا رسول الله، إني فقير ذو عيال وحاجة قد عرفتها، فامنن علي صلى الله عليك وسلم، فمن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له يا صفوان بن أمية: أبا عزة، إنك رجل شاعر، فأعنا بلسانك، فاخرج معنا، فقال: إن محمدا قد من علي، فلا أريد أن أظاهر عليه، قال: بلى، فأعنا بلسانك ، فلك الله علي إن رجعت أن أغنيك، وإن أصبت أن أجعل بناتك مع بناتي، يصيبهن ما أصابهن من عسر ويسر، فرجع أبو عزة ، ومسافع بن عبد مناف يستنفران الناس بأشعار لهما ، فأما أبو عزة فظفر به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الوقعة بحمراء الأسد، فقال: يا محمد أقلني، فقال: لا والله، لا تمسح عارضيك بمكة تقول، خدعت محمدا مرتين" ثم أمر عاصم بن ثابت فضرب عنقه، وقال فيه: قال عليه الصلاة والسلام سعيد بن المسيب "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين".
ودعا غلاما له حبشيا يقال له جبير بن مطعم وحشي، يقذف بحربة له قذف الحبشة، قلما يخطئ بها، فقال له: اخرج مع الناس، فإن أنت قتلت حمزة عم محمد بعمي طعيمة بن عدي، فأنت عتيق.
وخرجوا معهم بالظعن التماس الحفيظة، وأن لا يفروا ، فأقبلوا حتى نزلوا بعينين، جبل ببطن السبخة من قناة، على شفير الوادي مقابل المدينة، فلما سمع بهم [ ص: 8 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون قد نزلوا حيث نزلوا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين: المدينة. "إني قد رأيت والله خيرا، رأيت بقرا تذبح ، ورأيت في ذباب سيفي ثلما، ورأيت أني أدخلت يدي في درع حصينة، فأولتها
وعن : فأما البقر فناس من أصحابي يقتلون، وأما الثلم الذي رأيت في سيفي فهو رجل من أهل بيتي يقتل. ابن هشام
وقال ابن عقبة: ويقول رجال: كان الذي رأى بسيفه: الذي أصاب وجهه، فإن العدو أصابوا وجهه صلى الله عليه وسلم يومئذ، وفصموا رباعيته، وجرحوا شفتيه، وسيأتي ذكر من فعل ذلك.
وعن أن الرؤيا كانت ليلة الجمعة. ابن عائذ:
رجع إلى الأول، قال قال: (يعني النبي صلى الله عليه وسلم) ، فإن رأيتم أن تقيموا ابن إسحاق بالمدينة وتدعوهم حيث نزلوا، فإن أقاموا أقاموا بشر مقام، وإن هم دخلوا علينا قاتلناهم فيها، وكان رأي عبد الله بن أبي بن سلول مع رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى أن لا يخرج إليهم، فقال رجل من المسلمين ممن أكرم الله بالشهادة يوم أحد وغيره ممن فاته بدر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: اخرج بنا إلى أعدائنا، لا يرون أنا جبنا عنهم وضعفنا، فلم يزالوا برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل فلبس لأمته ، وذلك يوم الجمعة حين فرغ من الصلاة، وقد مات في ذلك اليوم رجل من الأنصار، يقال له:
مالك بن عمرو، أحد بني النجار، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج إليهم، وقد ندم الناس، وقالوا:استكرهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن لنا ذلك ، فلما خرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله، استكرهناك، ولم يكن لنا ذلك، فإن شئت فاقعد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما ينبغي للنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ألف من أصحابه.
قال واستعمل ابن هشام: على الصلاة بالناس. ابن أم مكتوم
قال ابن إسحق: حتى إذا كانوا بالشوط بين المدينة وأحد، انخزل عنه عبد الله بن أبي بثلث الناس، وقال: أطاعهم [ ص: 9 ] وعصاني، ما ندري على ما نقتل أنفسنا، فرجع بمن اتبعه من قومه من أهل النفاق والريب، واتبعهم يقول: يا قوم أذكركم الله أن لا تخذلوا قومكم ونبيكم عندما حضر من عدوهم، قالوا: لو نعلم أنكم تقاتلون لما أسلمناكم، ولكنا لا نرى أنه يكون قتال، قال: فلما استعصوا عليه وأبوا إلا الانصراف ، قال: أبعدكم الله أعداء الله، فسيغني الله عنكم نبيه. عبد الله بن عمرو بن حرام
قال ابن عقبة: فلما رجع عبد الله بن أبي بثلاثمائة، سقط في أيدي الطائفتين من المسلمين، وهما أن يقتتلا، وهما: بنو حارثة وبنو سلمة كما يقال.