أبي قتادة بن ربعي الأنصاري إلى بطن إضم سرية
وهي في أول شهر رمضان سنة ثمان
قالوا: مكة، بعث أبا قتادة بن ربعي في ثمانية نفر، سرية إلى بطن إضم - وهي فيما بين ذي خشب وذي المروة، وبينها وبين المدينة ثلاثة برد - ليظن ظان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توجه إلى تلك الناحية، ولأن تذهب بذلك الأخبار. وكان في السرية محلم بن جثامة الليثي، فمر عامر بن الأضبط الأشجعي، فسلم بتحية الإسلام، فأمسك عنه القوم، وحمل عليه محلم بن جثامة فقتله وسلبه متاعه وبعيره ووطب لبن كان معه، فلما لحقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم نزل فيهم القرآن: ( يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة ) إلى آخر الآية. فمضوا; فلم يلقوا جمعا; فانصرفوا حتى انتهوا إلى ذي خشب، فبلغهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توجه إلى مكة، فأخذوا على يين حتى لقوا النبي صلى الله عليه وسلم بالسقيا. لما هم رسول الله صلى الله عليه وسلم بغزو أهل
وهي عند منسوبة ابن إسحاق لابن أبي حدرد. في خبر ابن إسحاق محلم بن جثامة بعد ذلك يوم حنين، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر بحنين، ثم عمد إلى ظل شجرة، فجلس تحتها، فقام إليه الأقرع بن حابس ، وعيينة بن حصن يختصمان في عامر بن الأضبط ، عيينة يطلب بدمه وهو يومئذ سيد غطفان، والأقرع يدفع عن محلم لمكانه من خندف، فتداولا الخصومة ثم قبلوا الدية، ثم قالوا: أين صاحبكم هذا يستغفر له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام رجل آدم ضرب طويل هو محلم، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال: "اللهم [ ص: 221 ] لا تغفر لمحلم بن جثامة" ثلاثا، فقام يتلقى دمعه بفضل ردائه. الحديث. وفي حديث عن وذكر ما مكث إلا سبعا حتى مات، فلفظته الأرض مرات، فعمدوا به إلى صدين فسطحوه بينهما، ثم رضموا عليه الحجارة حتى واروه. الحسن: