* خديجة ، وقد تقدم ذكرها . فأول من تزوج ، صلى الله عليه وسلم ،
* ثم بعد سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ، على الصحيح ، ومن الناس من يقول : تزوج خديجة قبلها ، عائشة . وأمها : وأصدق النبي ، صلى الله عليه وسلم ، سودة أربعمائة الشموس بنت قيس بن عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ، بنت أخي سلمى بنت عمرو بن زيد ، أم عبد المطلب ، وكانت قبله عند السكران بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود ، أخي سهل ، وسهيل ، وسليط ، وحاطب ، ولكلهم صحبة ، وهاجر بها السكران إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية ، ثم رجع بها إلى مكة، فمات عنها ، فلما حلت تزوجها ، عليه الصلاة والسلام ، في السنة العاشرة من النبوة ، وقيل : في الثامنة . وماتت بعده في المدينة في آخر خلافة هذا هو المشهور في وفاتها ، عمر بن الخطاب ، يقول عن وابن سعد : توفيت سنة أربع وخمسين في خلافة الواقدي وكانت قد كبرت عنده ، فأراد طلاقها ، فوهبت يومها معاوية ، فأمسكها ، وقيل : بل طلقها وراجعها ، والصحيح الأول ، قاله لعائشة ، الدمياطي .
وقال : أسنت عند النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فهم بطلاقها ، فقالت : لا تطلقني ، وأنت في حل من شأني ، فإنما أريد أن أحشر في أزواجك ، وإني قد وهبت يومي أبو عمر وإني لا أريد ما تريد النساء ، فأمسكها رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، حتى توفي عنها . لعائشة ،
ثم اكتنت بابن أختها عبد الله بن [ ص: 394 ] الزبير بإذن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، لها بذلك ، وأمها عائشة بنت أبي بكر الصديق ، أم عبد الله ، وقيل : أم رومان بنت عامر بن عويمر . بنت عمير بن عامر من بني دهمان بن الحارث . كانت تسمى لجبير بن مطعم ، فسلها منهم وزوجها النبي ، صلى الله عليه وسلم . روى أبو بكر ، عن أبو معاوية ، عن الأعمش إبراهيم ، عن الأسود ، عن رضي الله تعالى عنها ، قالت : تزوجني رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وأنا بنت سبع سنين ، وبنى بي وأنا بنت تسع ، وقبض عني وأنا بنت ثماني عشرة . عائشة ، ورويناه من طريق النسائي : عن ، أبي كريب ، عن وأحمد بن حرب أبي معاوية .
وتزوجها ، عليه الصلاة والسلام ، بمكة في شوال سنة عشر من النبوة . فلما هاجر إلى المدينة بعث ، زيد بن حارثة وأبا رافع إلى مكة يأتيان بعياله : سودة ، وأم كلثوم ، وفاطمة ، وابنها وأم أيمن ، أسامة . وخرج معهم بعيال عبد الله بن أبي بكر : أبي بكر أم رومان ، وعائشة ، فقدموا وأسماء ، المدينة ، فأنزلهم في بيت لحارثة بن النعمان ، ورسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، حينئذ يبني مسجده ، فلما فرغ من بنائه بنى بيتا وبيتا لعائشة ، وأعرس لسودة ، في شوال على رأس ثمانية أشهر من مهاجره ، صلى الله عليه وسلم ، وقيل : سبعة أشهر ، وقيل : ثمانية عشر . وكان مقامه في بيت بعائشة أبي أيوب ، إلى أن تحول إلى مساكنه سبعة أشهر ، وقبض عنها وهي بنت ثماني عشرة ، ومكثت عنده تسع سنين وخمسة أشهر ، ولم يتزوج بكرا غيرها ، يقال : إنها أتت من النبي ، صلى الله عليه وسلم ، بسقط ، ولا يثبت .
وكانت فضائلها جمة ، ومناقبها كثيرة . قال عليه الصلاة والسلام : على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" عائشة "فضل . ، قيل : فمن الرجال ؟ قال : "أبوها" . "عائشة" وقيل له : أي النساء أحب إليك ؟ قال :
ونزلت براءتها في القرآن ، وقبض ، عليه الصلاة والسلام ، ورأسه في حجرها ، ودفن في بيتها ، وقال عن أبو الضحى ، مسروق : رأيت مشيخة أصحاب محمد ، صلى الله عليه وسلم ، الأكابر يسألونها عن الفرائض .
وقال : [ ص: 395 ] عطاء بن أبي رباح أفقه الناس ، وأعلم الناس ، وأحسن الناس رأيا في العامة عائشة . كانت
وقال عن أبيه : ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من هشام بن عروة ، . عائشة
وقال : لو جمع علم جميع أزواج النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وعلم جميع النساء ، لكان علم الزهري أفضل . وفيها يقول عائشة حسان يمدحها ويعتذر إليها :
حصان رزان ما تزن بريبة وتصبح غرثى من لحوم الغوافل عقيلة أصل من لؤي بن غالب
كرام المساعي مجدهم غير زائل مهذبة قد طيب الله خيمها
وطهرها من كل غي وباطل فإن كان ما قد قيل عني قلته
فلا رفعت سوطي إلي أناملي وكيف وودي ما حييت ونصرتي
لآل رسول الله زين المحافل
* ثم وأمها حفصة بنت عمر بن الخطاب ، قدامة بنت مظعون ، وهي شقيقة وأسن منه . مولدها قبل النبوة بخمس سنين ، كانت تحت عبد الله بن عمر ، خنيس بن حذافة السهمي ، فتوفي عنها من جراحات أصابته ببدر ، وقيل : بأحد ، والأول أشهر . فتزوجها رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، في شعبان ، على رأس ثلاثين شهرا من مهاجره ، صلى الله عليه وسلم ، على القول الأول ، أو بعد أحد على الثاني . وكان عمر قد عرضها على قبل أن يتزوجها ، عليه الصلاة والسلام ، فلم يرجع إليه أبي بكر كلمة ، فغضب من ذلك ، ثم عرضها على أبو بكر عثمان حين ماتت رقية ، فقال : ما أريد أن أتزوج اليوم . فانطلق عمر إلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فشكا إليه عثمان ، وأخبره بعرض عليه . فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : حفصة خيرا من [ ص: 396 ] حفصة عثمان ، ويتزوج عثمان خيرا من حفصة" . ثم "تتزوج ، حفصة تزوج ، عليه الصلاة والسلام ، أم كلثوم عثمان . وزوج ابنته
تطليقة ، ثم ارتجعها ، وذلك أن حفصة جبريل نزل عليه فقال له : راجع ، فإنها صوامة قوامة ، وإنها زوجتك في الجنة . حفصة وطلق ، عليه الصلاة والسلام ، ومن حديث قال : عقبة بن عامر ، فبلغ ذلك حفصة ، عمر ، فحثا على رأسه التراب ، وقال : ما يعبأ الله بعمر وابنته بعدها . فنزل جبريل على النبي ، صلى الله عليه وسلم ، من الغد ، وقال : إن الله يأمرك أن تراجع رحمة حفصة ، لعمر . وقد طلق رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، روي من طريق أنه طلقها ثم راجعها رحمة عمار بن ياسر لعمر ، ثم أراد أن يطلقها ثانية ، فقال له جبريل : لا تطلقها ، فإنها صوامة قوامة . . الحديث .
توفيت في شعبان سنة خمس وأربعين بالمدينة، وصلى عليها أمير مروان بن الحكم المدينة ، وحمل سريرها بعض الطريق ، ثم حمله إلى قبرها ، ونزل في قبرها أبو هريرة عبد الله ، وعاصم ابنا عمر ، وعبد الله ، وحمزة بنو عبد الله بن عمر ، وقد بلغت ثلاثا وستين سنة ، وقيل : ماتت سنة إحدى وأربعين ، وأوصت إلى عبد الله أخيها بما أوصى إليها عمر ، وبصدقة تصدقت بها بمال وقفته بالغابة .
* ثم كانت تدعى أم المساكين ؛ لرأفتها بهم ، كانت عند زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان ، الطفيل بن الحارث ، فطلقها ، فتزوجها أخوه عبيدة ، فقتل يوم بدر شهيدا كما سبق ، فخلف عليها رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، في شهر رمضان ، على رأس أحد وثلاثين شهرا من الهجرة ، ومكثت عنده ثمانية أشهر ، وتوفيت في آخر شهر ربيع الآخر ، على رأس تسعة وثلاثين شهرا من الهجرة ، وصلى عليها رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ودفنها بالبقيع ، وقد بلغت ثلاثين سنة أو نحوها .
ولم يمت من أزواجه في حياته إلا هي وفي وخديجة ، ريحانة خلاف ، وقال : كانت قبل النبي ، صلى الله عليه وسلم ، عند أبو عمر عبد الله بن جحش ، حكاه عن قال : وقتل عنها يوم [ ص: 397 ] ابن شهاب ، أحد ، فتزوجها رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، سنة ثلاث ، ولم تلبث عنده إلا يسيرا ، شهرين أو ثلاثة . وحكي عن علي بن عبد العزيز الجرجاني ، أنها كانت أخت لأمها ، قال : ولم أر ذلك لغيره . ميمونة
ولما خطبها ، عليه الصلاة والسلام ، جعلت أمرها إليه ، فتزوجها ، وأشهد وأصدقها اثنتي عشرة أوقية ونشا ، وأرادت أن تعتق جارية لها سوداء ، فقال لها رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : "ألا تفدين بها بني أخيك" أو أختك من رعاية الغنم" .
* ثم وكانت قبله عند أم سلمة ، واسمها هند بنت أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد ، وهما الحبشة ، ولدت له أول من هاجر إلى أرض برة ، سماها رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ، زينب وسلمة ، وعمر ، ودرة . أبو سلمة بدرا وأحدا ، ورمي بها بسهم في عضده ، فمكث شهرا يداويه ، ثم برأ الجرح ، وبعثه رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، في هلال المحرم ، على رأس خمسة وثلاثين شهرا ، من مهاجره ، وبعث معه مائة وخمسين رجلا من شهد المهاجرين والأنصار إلى قطن ، وهو جبل بناحية فيد ، فغاب تسعا وعشرين ليلة ، ثم رجع إلى المدينة ، فانتقض جرحه ، فمات لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة أربع ، فاعتدت وحلت لعشر بقين من شوال سنة أربع ، فتزوجها رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، في ليال بقين من شوال المذكور . أم سلمة ، وأبو عمر يقول : إنها في جمادى الآخرة سنة ثلاث ، وهو لم يتزوجها إلا بعد انقضاء عدتها من بالوفاة ، وقال لها : أبي سلمة "إن شئت سبعت لك وسبعت لنسائي ، وإن شئت ثلثت ودرت" ، فقالت : بل ثلث .
وخطبها ، عليه الصلاة والسلام ، فقالت : إني مسنة ، وذات أيتام ، وشديدة الغيرة ، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : "أنا أسن منك ، وعيالك عيال الله ورسوله ، وأدعو الله لك فيذهب [ ص: 398 ] عنك الغيرة" فدعا لها فكان ذلك .
توفيت في خلافة يزيد بن معاوية سنة ستين على الصحيح . وأمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن مالك بن خزيمة بن علقمة بن فراس ، وقد قيل في اسم سلمة : رملة ، وليس بشيء .
* ثم وكان اسمها زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة ، برة ، فسماها . أمها زينب أميمة عمة رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وكانت قبله عند ، مولاه ، ثم طلقها ، فلما حلت زوجه الله إياها من السماء سنة أربع ، وقيل : سنة ثلاث ، وقيل : سنة خمس ، وهي يومئذ بنت خمس وثلاثين سنة ، وأولم عليها ، وأطعم المسلمين خبزا ولحما ، وفيها نزل الحجاب ، وهي التي قال الله في حقها : ( زيد بن حارثة فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها ) .
ولما تزوجها تكلم في ذلك المنافقون ، وقالوا : حرم محمد نساء الولد وقد تزوج امرأة ابنه ، فأنزل الله ، عز وجل : ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ) الآية ، وقال تعالى : ( ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله ) ، فدعي وكان يدعى زيد بن حارثة ، زيد بن محمد .
وكانت تفخر على نسائه ، عليه الصلاة والسلام ، تقول : إن آباءكن أنكحوكن ، وإن الله ، تعالى ، أنكحني إياه من فوق سبع سماوات . وغضب عليها رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، لقولها تلك اليهودية . فهجرها لذلك ذا الحجة والمحرم وبعض صفر ، ثم أتاها . وكانت كثيرة الصدقة والإيثار ، وهي أول نسائه لحوقا به ، توفيت سنة عشرين أو إحدى وعشرين ، لصفية بنت حيي : تقول : هي التي تساميني في المنزلة عند رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وما رأيت امرأة قط خيرا في الدين من عائشة ، وأتقى لله ، وأصدق حديثا ، وأوصل للرحم ، وأعظم صدقة . زينب وكانت
وقال ، عليه الصلاة والسلام ، في حقها : "إنها لأواهة" . قال رجل : أي رسول الله ، وما الأواه ؟ قال : "الخاشع المتضرع ، و ( لعمر بن الخطاب إن إبراهيم لحليم أواه منيب ) " .
* ثم وهو جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن جذيمة ، المصطلق بن سعيد بن كعب بن ربيعة بن حارثة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء ، سباها يوم المريسيع في غزوة بني المصطلق ، وقد تقدم ذكرها . وقعت في سهم ثابت بن [ ص: 399 ] قيس بن شماس ، كاتبها على تسع أواقي ، فأدى ، عليه الصلاة والسلام ، عنها كتابتها وتزوجها .
وقال : كانت الشعبي من ملك جويرية اليمن، فأعتقها ، عليه الصلاة والسلام ، وتزوجها ، وقال : الحسن وتزوجها جويرية . وقيل : جاء أبوها فافتداها ، ثم أنكحها رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بعد ذلك . وكان اسمها من رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، على برة ، فحوله رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وسماها . وكانت قبل رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، عند جويرية مسافع بن صوفان المصطلقي .
وكانت جميلة ، قالت : عائشة عليها ملاحة وحلاوة ، لا يكاد يراها أحد إلا وقعت بنفسه جويرية . وعندما تزوجها ، عليه الصلاة والسلام ، قال الناس : صهر رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فأرسلوا ما بأيديهم من سبايا كانت بني المصطلق . قالت : فلا نعلم امرأة كانت أكثر بركة على قومها منها . عائشة
توفيت بالمدينة في شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين ، وصلى عليها وهو أمير مروان بن الحكم ، المدينة ، وقد بلغت سبعين سنة ؛ لأنه تزوجها وهي بنت عشرين سنة . وقيل : توفيت سنة خمسين ، وهي بنت خمس وستين سنة . ولأبيها الحارث بن أبي ضرار صحبة ، وكان قد قدم في فداء ابنته بأباعر ، فاستحسن منها بعيرين فغيبها جويرية بالعقيق في شعب ولم يعترف بهما لرسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فأخبره النبي ، صلى الله عليه وسلم ، عنهما . فقال : والله لم يطلع على ذلك أحد . أشهد أنك رسول الله ، وأسلم . ذكره ، ابن إسحاق . والواقدي
* ثم ريحانة : بنت زيد بن عمرو بن خنافة بن شمعون بن زيد ، من بني النضير ، وبعضهم يقول : من بني قريظة ، وكانت متزوجة فيهم رجلا يقال له : الحكم ، وكانت جميلة وسيمة ، وقعت في سبي بني قريظة ، فكانت صفي رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فخيرها بين الإسلام ودينها ، فاختارت الإسلام ، فأعتقها وتزوجها ، وأصدقها اثنتي عشرة أوقية ونشا ، وأعرس بها في المحرم سنة ست ، في بيت سلمى بنت قيس النجارية ، بعد أن حاضت حيضة ، وضرب عليها الحجاب ، فغارت عليه غيرة شديدة ، فطلقها تطليقة ، فأكثرت البكاء ، فدخل عليها وهي على تلك الحال فراجعها . ولم تزل عنده حتى ماتت مرجعه من حجة الوداع سنة عشر . [ ص: 400 ]
وقيل : كانت موطوءة له بملك اليمين ، والأول أثبت عند وأما الواقدي ، فقال : أبو عمر ريحانة سرية النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لم يزد على ذلك ، ووالدها شمعون ، يأتي ذكره في . موالي النبي ، صلى الله عليه وسلم
* ثم أمها أم حبيبة : رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموية ، صفية بنت أبي العاص بن أمية ، عمة ، هاجرت مع زوجها عثمان بن عفان عبيد الله بن جحش إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية ، فولدت له ، وبها كانت تكنى ، وتنصر حبيبة عبيد الله هناك ، وثبتت هي على الإسلام ، وبعث رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، إلى عمرو بن أمية الضمري النجاشي ، فزوجه إياها ، والذي عقد عليها وأصدقها خالد بن سعيد بن العاص ، النجاشي عن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أربعمائة دينار ، على خلاف محكي في الصداق ، والعاقد من كان . وبعثها مع شرحبيل بن حسنة ، وجهزها من عنده ، كل ذلك في سنة سبع .
وقد قيل في اسمها هند ، وزوجها من النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وكان الصداق مائتي دينار ، وقيل : أربعة آلاف درهم . وقيل : قد عقد عليها عثمان بن عفان ، النجاشي ، وكان قد أسلم . وقيل : إنما تزوجها ، عليه الصلاة والسلام ، بالمدينة مرجعها من الحبشة ، والأول أثبت في ذلك كله .
وكان في حرب رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فقيل له : إن أبو سفيان محمدا قد نكح ابنتك ، فقال : هو الفحل لا يقدع أنفه . وكان أبو عبيدة يقول : تزوجها ، عليه الصلاة والسلام ، سنة ست ، وليس بشيء .
وقد وقع في الصحيح قول يوم الفتح للنبي ، صلى الله عليه وسلم : أسألك ثلاثا ، فذكر منهن : أن تتزوج يا رسول الله أبي سفيان - يعني ابنته - فأجابه ، عليه الصلاة والسلام ، لما سأل . وهذا مخالف لما اتفق عليه أرباب السير والعلم بالخبر . وقد أجاب عنه أم حبيبة الحافظ المنذري جوابا يتساوك هزالا ، فقال : يكون ظن أن بما حصل له من الإسلام تجددت له عليها الولاية ، فأراد تجديد العقد يوم ذلك لا غير . [ ص: 401 ] أبو سفيان
سنة أربع وأربعين ، أم حبيبة وبعد موتها استلحق توفيت ، معاوية زيادا ، وقيل : قبله ، والأول أشبه ، تحرجا من دخوله عليها ، وكان الذي جسره على استلحاقه إياه الأبيات التي يخاطب بها لأبي سفيان عليا :
أما والله لولا خوف واش يراني يا علي من الأعادي
لأظهر أمره صخر بن حرب ولم يكن المقالة عن زياد
فقد طالت مجاملتي ثقيفا وتركي فيهم ثمر الفؤاد
روى ، عن حماد بن سلمة ثابت ، عن أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، اشترى أنس ، بسبعة أرؤس . صفية بنت حيي وخالفه وغيره ، عبد العزيز بن صهيب فقالوا : إن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، لما جمع سبي أنس ، خيبر ، جاءه فقال : أعطني جارية من السبي ، فقال : "اذهب فخذ جارية" ، فأخذ دحية الكلبي ، فقيل : يا رسول الله إنها سيدة صفية بنت حيي ، قريظة والنضير ، وإنها لا تصلح إلا لك ، فقال له النبي ، صلى الله عليه وسلم : "خذ جارية من السبي غيرها" . عن
وقال : كانت مما أفاء الله عليه ، فحجبها ، وأولم عليها بتمر وسويق ، وقسم لها . ابن شهاب وهي تبكي ، فقال لها : "ما يبكيك ؟" قالت : بلغني أن صفية عائشة تنالان مني ، ويقولان : نحن خير من وحفصة نحن بنات عم رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، [ ص: 402 ] وأزواجه ، قال : "أفلا قلت لهن كيف تكن خيرا مني وأبي صفية ، هارون وعمي موسى وزوجي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويروى أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، دخل على حليمة عاقلة فاضلة . صفية قال وكانت روينا أن جارية لها أتت أبو عمر : ، رضي الله عنه ، فقالت : إن عمر بن الخطاب تحب السبت ، وتصل اليهود . فبعث إليها صفية عمر ، فسألها ، فقالت : أما السبت فإني لم أحبه منذ أبدلني الله به يوم الجمعة ، وأما اليهود فإن لي فيهم رحما ، فأنا أصلها . ثم قالت للجارية : ما حملك على ما صنعت ؟ قالت : الشيطان . قالت : اذهبي فأنت حرة .
وكانت قد رأت قبل ذلك أن قمرا وقع في حجرها ، فذكرت ذلك لأبيها ، فضرب وجهها ضربة أثرت فيه ، وقال : إنك لتمدين عنقك إلى أن تكوني عند ملك العرب . فلم يزل الأثر في وجهها حتى أتى بها رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فسألها عن ذلك ، فأخبرته الخبر . صفية
سنة خمسين ، صفية في رمضان ، وقيل : سنة اثنتين وخمسين ، ودفنت وماتت بالبقيع ، وورثت مائة ألف درهم بقيمة أرض وعرض ، وأوصت لابن أختها بالثلث ، وكان يهوديا .
* ثم وكان اسمها ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة ، برة ، فسماها ، زوجه إياها ميمونة العباس عمه ، وكانت خالة ، وهي أخت ابن عباس لبابة الكبرى ، أم بني العباس ، ولبابة الصغرى أم ، خالد بن الوليد وعصماء وعزة ، وأم حفيد هزيلة لأب وأم ، وأخواتهن لأمهن : أسماء وسلمى وسلامة بنات عميس . وزاد بعضهم : زينب بنت خزيمة ، وأمهن هند بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة الحميرية .
وكانت في الجاهلية عند ميمونة مسعود بن عمرو بن عمير الثقفي ، ففارقها وخلف عليها أبو رهم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ، فتوفي عنها ، فتزوجها رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، في شوال سنة سبع ، وفيها اعتمر في ذي القعدة ، وقد اختلفت الرواية : هل تزوجها ، عليه الصلاة والسلام ، وهو محرم أو [ ص: 403 ] وهو حلال ؟ عمرة القضية فلما قدم مكة أقام بها ، عليه الصلاة والسلام ، ثلاثا ، فجاءه في نفر من أصحابه من أهل سهيل بن عمرو مكة، فقال : يا محمد ، اخرج عنا ، اليوم آخر شرطك ، فقال : دعوني أبتني بامرأتي ، وأصنع لكم طعاما ، فقال : لا حاجة لنا بك ولا بطعامك ، اخرج عنا . فقال سعد : يا عاض بظر أمه ، أرضك وأرض أمك دونه ، لا يخرج رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، إلا أن يشاء . فقال له رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : "دعهم ، فإنهم أزارونا ، لا نؤذيهم" . فخرج فبنى بها بسرف حيث تزوج بها ، وهنالك ماتت في حياة سنة إحدى وخمسين ، وقد بلغت ثمانين سنة ، وقد قيل في وفاتها غير ذلك ، وهي عائشة . آخر من تزوج ، عليه الصلاة والسلام
وقال هي التي وهبت نفسها للنبي ، صلى الله عليه وسلم . ابن شهاب :
وقال السهيلي : لما جاءها الخاطب ، وكانت على بعير ، رمت بنفسها من على البعير ، وقالت : البعير وما عليه لرسول الله ، صلى الله عليه وسلم .
فهؤلاء نساؤه المدخول بهن اثنتا عشرة امرأة ، منهن ريحانة ، وقد ذكرنا الخلاف فيها ، ومات ، عليه الصلاة والسلام ، عن تسع منهن .
قال الحافظ أبو محمد الدمياطي : وأما من لم يدخل بها ، ومن وهبت نفسها له ، ومن خطبها ولم يتفق تزويجها ، فثلاثون امرأة على اختلاف في بعضهن ، والله أعلم .
قال المؤلف : ولنذكر من تيسر لنا ذكره منهن على سبيل الاختصار ، فمنهن :
* أسماء بنت الصلت السلمية .
* وأسماء بنت النعمان بن الجون بن شراحيل . وقيل : بنت النعمان بن الأسود بن حارثة بن شراحيل من كندة .
* وأسماء بنت كعب الجونية ، ذكرها من رواية ابن إسحاق عنه ، ولا أراها والتي قبلها إلا واحدة . يونس بن بكير
* وجمرة بنت الحارث الغطفاني ، خطبها ، عليه الصلاة والسلام ، لأبيها ، فقال : إن بها سوءا ، ولم يكن ، فرجع فوجدها قد برصت .
* وأميمة بنت شراحيل ، لها ذكر في صحيح . البخاري
* وحبيبة بنت سهل الأنصارية التي تركها ، فتزوجها قاله ثابت ، ابن الأثير . [ ص: 404 ]
* وخولة بنت الهذيل بن هبيرة بن قبيصة بن الحارث بن حبيب التغلبية ، ذكرها ، عن أبو عمر الجرجاني .
* وخولة أو خويلة بنت حكيم السلمية ، كانت امرأة صالحة فاضلة ، تكنى وقيل : هي التي وهبت نفسها للنبي ، صلى الله عليه وسلم ، وقد تكونان اثنتين ، فالله أعلم . أم شريك ،
* وسناء بنت الصلت ، وهي عند أبي عمر بنت أسماء بن الصلت ، وقيل : أسماء أخ لها ، وقيل : تزوجها ثم طلقها ، وقيل : ماتت قبل أن تصل إليه ، وقيل : لما علمت أنه تزوجها ، عليه الصلاة والسلام ، ماتت من الفرح .
* وسودة القرشية ، كانت مصبية ، خطبها ، عليه الصلاة والسلام ، فاعتذرت ببنيها ، وكانوا خمسة أو ستة ، فقال لها خيرا .
* وشراف بنت خليفة ، أخت تزوجها فهلكت قبل دخوله بها . دحية الكلبي ،
* وصفية بنت بشامة بن نضلة ، أخت الأعور بن بشامة ، أصابها سباء ، فخيرها رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فقال : "إن شئت أنا وإن شئت زوجك" ، قالت : زوجي ، فأرسلها إليه ، فلعنتها بنو تميم .
* والعالية بنت ظبيان بن عمر بن عوف بن عبد بن أبي بكر بن كلاب ، تزوجها ، عليه الصلاة والسلام ، وكانت عنده ما شاء الله ، ثم طلقها ، قاله . وقال : قل من ذكرها . أبو عمر
* وعمرة بنت يزيد بن الجون الكلابية ، تزوجها ، فبلغه أن بها برصا ، فطلقها ولم يدخل بها . وقيل : هي التي تعوذت منه ، فقال لها : "لقد عذت بمعاذ" . فطلقها ، وأمر أسامة فمتعها بثلاثة أثواب .
* وعمرة بنت معاوية الكندية ، ذكرها ابن الأثير .
* وأم شريك العامرية ، قال ابن عبد البر : اسمها غزية بنت دودان بن عوف بن عمرو بن عامر بن رفاعة بن حجر ، ويقال : حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي ، يقال : هي وقد قيل ذلك في جماعة سواها . [ ص: 405 ] التي وهبت نفسها للنبي ، صلى الله عليه وسلم ،
* وأم شريك بنت جابر الغفارية ، ذكرها في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم . أحمد بن صالح
* وفاختة بنت أبي طالب بن عبد المطلب ، خطبها ، عليه الصلاة والسلام ، لأبيها عمه أبي طالب ، وخطبها هبيرة بن أبي وهب ، فزوجها أبو طالب من هبيرة .
* وفاطمة بنت الضحاك بن سفيان الكلابي ، تزوجها ، وخيرها حين نزلت آية التخيير ، فاختارت الدنيا ، ففارقها ، فكانت بعد ذلك تلقط البعر ، وتقول : أنا الشقية ، اخترت الدنيا . حكاه ورده ، وقيل : التي كانت تقول : أنا الشقية ، هي المستعيذة منه ، وقيل غير ذلك . أبو عمر ،
* وفاطمة بنت شريح ، قال ابن الأمين : ذكرها أبو عبيدة في . أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
* وقتيلة بنت قيس بن معدي كرب أخت الأشعث ، تزوجها قبل موته بيسير ، ولم تكن قدمت عليه ولا رآها . قيل : وأوصى أن تخير ، فإن شاءت ضرب عليها الحجاب وحرمت على المؤمنين ، وإن شاءت طلقت ونكحت من شاءت ، فاختارت النكاح ، فتزوجها بعد عكرمة بن أبي جهل .
* وليلى بنت الخطيم - أخت قيس - الأنصارية ، عرضت نفسها على النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فتزوجها ، ثم رجعت ، فقالت : أقلني ، فقال : "قد فعلت" .
* ومليكة بنت داود ، ذكرها ابن حبيب .
* ومليكة بنت كعب الليثي : تزوجها ، وقيل : دخل بها ، وقيل : لم يدخل .
* وهند بنت زيد بن البرصاء ، من بني أبي بكر بن كلاب . ذكرها أبو عبيدة في أزواج النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وقال هي أحمد بن صالح : عمرة بنت يزيد . قال فيه نظر ، لأن الاضطراب فيه كثير جدا . أبو عمر :
: وأما سراريه ، فكن أربعا
* مارية بنت شمعون القبطية ، أم ولده إبراهيم ، وكانت من حفن ، من كورة أنصنا ، من صعيد مصر ، أهداها إليه المقوقس ، ومعها أختها سيرين ، وألف مثقال ، وعشرون ثوبا من قباطي مصر ، والبغلة الشهباء ، دلدل ، وحمار أشهب يقال له : يعفور أو عفير ، وخصي [ ص: 406 ] يسمى : مابور . وقيل : إنه ابن عمها ، ومن عسل بنها ، فأعجب النبي ، صلى الله عليه وسلم ، العسل ، ودعا في عسل بنها بالبركة ، مارية إبراهيم . وقد تقدم ذكره . فولدت له ، عليه الصلاة والسلام ،
* وريحانة بنت يزيد النضرية ، وقد سبق ذكرها .
** وقال أبو عبيدة : كان له أربع : مارية ، وريحانة ، وأخرى جميلة أصابها في السبي ، وجارية وهبتها له . زينب بنت جحش
وقال : كان للنبي ، صلى الله عليه وسلم ، وليدتان : قتادة مارية وريحانة ، وبعضهم يقول : ربيحة القرظية .
*** [ ص: 407 ]