وكان من خبرها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في ذي القعدة من السنة السابعة قاصدا مكة للعمرة، على ما عاقد عليه قريشا في الحديبية. فلما اتصل ذلك بقريش، خرج أكابر منهم عن مكة، عداوة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ولم يقدروا على الصبر في رؤيته يطوف بالبيت هو وأصحابه، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، وأتم الله له عمرته، وقعد بعض المشركين بقعيقعان، ينظرون إلى المسلمين وهم يطوفون بالبيت، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرمل ليروا المشركين أن بهم قوة، وكان المشركون قالوا في المهاجرين: قد وهنتهم حمى يثرب.
وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرته تلك قيل: تزوجها قبل أن يحرم بعمرته، وقيل: بعد أن حل من عمرته، وقيل: تزوجها وهو محرم. فلما تمت الثلاثة الأيام التي هي أمد الصلح، جاء ميمونة بنت الحارث الهلالية، ومعه حويطب بن عبد العزى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المشركين بأن يخرج عن سهيل بن عمرو مكة، ولم يمهلوه حتى يبني على فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنى بها ميمونة، بسرف .
وذكر أن المعتمرين بها كانوا ألفين، هم أهل ابن سعد الحديبية ومن انضاف إليهم، إلا من مات منهم أو استشهد بخيبر. واستخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة أبا رهم الغفاري، وقيل: غيره، وساق ستين بدنة، وجعل عليها ناجية بن جندب، ومائة فرس، قدم عليها أمامه. وجعل على السلاح محمد بن مسلمة أوس بن خولي في مائتي رجل ببطن يأجج، ثم خلفهم غيرهم حتى قضى الكل مناسك عمرتهم رضي الله عنهم.
أخبرنا أحمد بن يوسف الساوي بقراءة والدي عليه رحمهما الله تعالى سنة ست وسبعين وستمائة، أخبرنا أبو روح المطهر بن أبي بكر البيهقي سماعا عليه سنة خمس وستمائة، أخبرنا [ ص: 204 ] الإمام أبو بكر محمد بن علي الطوسي ، أخبرنا أبو علي نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي، أخبرنا القاضي أبو بكر الحيري ، أخبرنا أبو علي الميداني، أخبرنا ، حدثنا محمد بن يحيى الذهلي ، عن عبد الرزاق معمر; ، عن الزهري، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل أنس بن مالك، مكة في عمرة القضاء، آخذ بغرز النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يقول: وعبد الله بن رواحة
خلوا بني الكفار عن سبيله قد أنزل الرحمن في تنزيله
بأن خير القتل في سبيله
وكان إسلام عن ، عمرو بن العاص ، وخالد بن الوليد قبيل عمرة القضاء، وقيل بعدها. وعثمان بن طلحة