قرئ على الشيخة الأصيلة أمة الحق شامية ابنة الإمام الحافظ أبي علي الحسن بن محمد بن محمد بن محمد البكري، وأنا أسمع بالقاهرة، قالت: أخبرنا أبو محمد عبد الجليل بن أبي غالب بن أبي المعالي بن مندويه الأصبهاني قراءة عليه وأنا أسمع سنة عشر وستمائة، قال: أخبرنا أبو المحاسن نصر بن المظفر بن الحسين البرمكي الجرجاني سماعا عليه سنة تسع وأربعين وخمسمائة، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور ، أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن الحربي ، حدثنا ، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي محمد بن حسان بن خالد السمتي أبو جعفر سنة ثمان وعشرين ومائتين، وفيها توفي. حدثنا محمد بن الحجاج اللخمي ، عن مجالد ، عن الشعبي، قال: قدم وفد ابن عباس عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أيكم يعرف القس بن ساعدة الإيادي؟ قالوا: كلنا يا رسول الله يعرفه. قال: فما فعل؟ قالوا: هلك. قال: ما أنساه بعكاظ على جمل أحمر، وهو يقول: أيها الناس اجتمعوا واسمعوا وعوا، من عاش مات، من مات فات، وكل ما هو آت آت، إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا، مهاد موضوع وسقف مرفوع، ونجوم تمور وبحار لا تغور، أقسم قس قسما حتما: لئن كان في الأمر رضى ليكونن سخطا، إن لله لدينا هو أحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه، مالي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون، أرضوا بالمقام فأقاموا أم تركوا فناموا؟. ثم قال: أيكم يروي شعره؟ فأنشدوه:
في الذاهبين الأوليـ ـن من القرون لنا بصائر لما رأيت مواردا
للموت ليس لها مصادر ورأيت قومي نحوها
تمضي الأصاغر والأكابر لا يرجع الماضي إلي
ولا من الباقين غابر [ ص: 147 ] أيقنت أني لا محالـ
ـة حيث صار القوم صائر
هاج للقلب من جواه ادكار وليال خلالهن نهار
والذي قد ذكرت دل على اللـ ـه نفوسا لها هدى واعتبار
في الذاهبين الأوليـ ـن من القرون لنا بصائر
لما رأيت مواردا للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها تمضي الأصاغر والأكابر
لا يرجع الماضي إلي ولا من الباقين غابر
أيقنت أني لا محا لة حيث صار القوم صائر
يا أيها الراقد في الليل الأحم قد بعث الله نبيا في الحرم
من هاشم أهل الوفاء والكرم يجلو دجنات الليالي والبهم
يا أيها الهاتف في داجي الظلم أهلا وسهلا بك من طيف ألم
بين هداك الله في لحن الكلم من ذا الذي تدعو إليه يغتنم
الحمد لله الذي لم يخلق الخلق عبث ولم يخلنا سدا من بعد عيسى واكترث
أرسل فينا أحمدا خير نبي قد بعث صلى عليه الله ما حج له ركب وحث
يا ناعي الموت والملحود في جدث عليهم من بقايا بزهم خرق
دعهم فإن لهم يوما يصاح بهم فهم إذا انتبهوا من نومهم فرقوا
حتى يعودوا بحال غير حالهم خلقا جديدا كما من قبله خلقوا
منهم عراة ومنهم في ثيابهم منها الجديد ومنها المنهج الخلق
خليلي هبا طالما قد رقدتما أجدكما لا تقضيان كراكما
ألم تعلما أني بسمعان مفردا ومالي فيه من خليل سواكما
مقيم على قبريكما لست بارحا طوال الليالي أو يجيب صداكما
أبكيكما طول الحياة وما الذي يرد على ذي لوعة إن بكاكما
كأنكما والموت أقرب غائب بروحي في قبريكما قد أتاكما
أمن طول نوم لا يجيبان داعيا كأن الذي يسقي العقار سقاكما
فلو جعلت نفس لنفس وقاية لجدت بنفسي أن تكون فداكما