وعقد ثلاثة ألوية: لواء للأوس بيد ولواء للمهاجرين بيد أسيد بن الحضير، وقيل: بيد علي بن أبي طالب، ولواء للخزرج بيد مصعب بن عمير، الحباب بن المنذر، وقيل: بيد وفي المسلمين مائة دارع، وخرج السعدان أمامه يعدوان: سعد بن عبادة، ، سعد بن معاذ دارعين. وسعد بن عبادة
واستعمل على المدينة وعلى الحرس تلك الليلة ابن أم مكتوم، في خمسين، وأدلج رسول الله صلى الله عليه وسلم في السحر، ودليله محمد بن مسلمة أبو خيثمة الحارثي، فحانت الصلاة (يعني الصبح) فصلى.
وانخزل حينئذ ابن أبي من ذلك المكان بثلاثمائة ومعه فرسه، وفرس لأبي بردة ابن نيار وهو يقول: عصاني وأطاع الولدان ومن لا رأي له.
رجع إلى خبر ابن إسحق: قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يأخذ هذا السيف بحقه؟" فقام إليه رجال، فأمسكه عنهم، حتى قام إليه أبو دجانة سماك بن خرشة، أخو بني ساعدة، فقال: وما حقه يا رسول الله؟ قال: أن تضرب به في وجه العدو حتى ينحني قال: "أنا آخذه يا رسول الله بحقه، فأعطاه إياه، وكان أبو دجانة رجلا شجاعا يختال عند الحرب إذا كانت ، وحين رآه عليه الصلاة والسلام يتبختر قال: إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن" .
وكان أول من أنشب الحرب بينهم: أبو عامر عبد بن عمرو بن صيفي بن مالك بن النعمان، أحد بني ضبيعة، وكان فيما ذكر ، عن ابن إسحاق خرج [ ص: 16 ] حين خرج إلى عاصم بن عمر بن قتادة: مكة مباعدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم معه خمسون غلاما من الأوس، وبعض الناس يقول: خمسة عشر ، وكان يعد قريشا أن لو لقي قومه لم يتخلف عليه منهم رجلان، فلقيهم في الأحابيش وعبدان أهل مكة ، فنادى: يا معشر الأوس، أنا قالوا: فلا أنعم الله بك عينا يا فاسق، وكان يسمى في الجاهلية: الراهب. فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم: الفاسق، فلما سمع ردهم عليه قال: لقد أصاب قومي بعدي شر ثم قاتلهم قتالا شديدا، ثم راضخهم بالحجارة . أبو عامر،
قال وقد قال ابن إسحاق: لأصحاب اللواء من بني عبد الدار يحرضهم على القتال : يا بني عبد الدار; إنكم قد وليتم لواءنا يوم بدر، فأصابنا ما قد رأيتم، وإنما يؤتى الناس من قبل راياتهم، إذا زالت زالوا، فإما أن تكفونا لواءنا، وإما أن تخلوا بيننا وبينه فنكفيكموه، فهموا به وتوعدوه وقالوا نحن نسلم إليك لواءنا؟ ستعلم غدا إذا التقينا كيف نصنع، وذلك أراد أبو سفيان أبو سفيان.
فلما التقى الناس قامت هند بنت عتبة في النسوة اللاتي معها، وأخذن الدفوف يضربن بها خلف الرجال ويحرضنهم، فقالت هند فيما تقول:
ويها بني عبد الدار ويها حماة الأدبار
ضربا بكل بتار
وتقول:إن تقبلوا نعانق ونفرش النمارق
أو تدبروا نفارق فراق غير وامق