قال: فلما سمع سطيح شعره رفع رأسه يقول: عبد المسيح على جمل مشيح إلى سطيح وقد أوفى على الضريح، بعثك ملك بني ساسان لارتجاس الإيوان [ ص: 85 ] وخمود النيران ورؤيا الموبذان، رأى إبلا صعابا تقود خيلا عرابا قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها، يا عبد المسيح! إذا كثرت التلاوة، وظهر صاحب الهراوة، وفاض وادي السماوة ، وغاضت بحيرة ساوة، وخمدت نار فارس، فليس الشام لسطيح شاما، يملك منهم ملوك وملكات على عدد الشرفات، وكل ما هو آت آت، ثم قضى سطيح مكانه، فنهض عبد المسيح إلى راحلته وهو يقول:
شمر فإنك ماضي الهم شمير لا يفزعنك تفريق وتغيير إن يمس ملك بني ساسان أفرطهم
فإن ذا الدهر أطوار دهارير فربما ربما أضحوا بمنزلة
تهاب صولهم الأسد المهاصير منهم أخو الصرح بهرام وإخوته
والهرمزان وسابور وسابور والناس أولاد علات فمن علموا
أن قد أقل فمحقور ومهجور وهم بنو الأم إما إن رأوا نشبا
فذاك بالغيب محفوظ ومنصور والخير والشر مقرونان في قرن
فالخير متبع والشر محذور
قال فلما وضعته أمه أرسلت إلى جده ابن إسحاق: عبد المطلب: أنه قد ولد لك غلام فانظر إليه، فأتاه ونظر إليه، وحدثته بما رأت حين حملت به وما قيل لها فيه وما أمرت أن تسميه، فيزعمون أن عبد المطلب أخذه فدخل به الكعبة فقام يدعو الله ويتشكر له ما أعطاه، ثم خرج به إلى أمه فدفعه إليها.
[ ص: 86 ] وولد صلى الله عليه وسلم معذورا مسرورا، أي مختونا مقطوع السرة، ووقع إلى الأرض مقبوضة أصابع يده مشيرا بالسباحة كالمسبح بها، حكاه السهيلي.
أخبرنا أبو حفص عمر بن عبد المنعم الدمشقي بقراءتي عليه بعربيل قرية بغوطة دمشق - أخبركم أبو القاسم بن الحرستاني قراءة عليه وأنت حاضر في الرابعة فأقر به، أخبرنا جمال الإسلام أبو الحسن علي بن مسلم السلمي ، أخبرنا أبو نصر الحسين بن محمد بن طلاب ، حدثنا ، حدثنا ابن جميع عمر بن موسى بالمصيصة، حدثنا جعفر بن عبد الواحد قال: قال لنا صفوان بن هبيرة ، ومحمد بن البرساني ، عن [ ص: 87 ] عن ابن جريج عن عطاء قال: ابن عباس ولد النبي صلى الله عليه وسلم مسرورا مختونا.
[ ص: 88 ]