وقرأت على عبد الله بن محمد بن أبي الفتح الحنبلي الصوري ، وأبي النور إسماعيل بن نور بن قمر الهيتي، قلت للأول: أخبرك أبو البركات بن ملاعب، والثاني: أخبركم أبو نصر موسى بن عبد القادر قالا: أخبرنا سعيد بن البنا ، أخبرنا أبو القاسم بن البسري ، أخبرنا أبو طاهر المخلص ، حدثنا يحيى - يعني ابن صاعد - ، حدثنا عبد الله بن محمد بن المسور ، حدثنا سفيان أخبرنا كوفي لنا، قال: أخبرنا ، عن محمد بن يحيى ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: جابر بن عبد الله "أعلمت أن الله أحيا أباك، فقال له: تمنه، فقال: أرد إلى الدنيا فأقتل، فقال: قد قضيت أنهم إلى الدنيا لا يرجعون".
كذا وقع في هذه الرواية عن سفيان، قال: أخبرنا كوفي لنا، أخبرنا وكأنه تصحيف، ولعل الصواب فيه: حدثنا محمد بن يحيى، سفيان، أخبرنا كوفي لنا ، عن محمد بن علي ابن عقيل، وهو محمد بن علي بن ربيعة السلمي أبو عتاب الكوفي ابن عم منصور بن المعتمر، وأخوه لأمه، رأى روى عن ربعي بن حراش، وغيره، وروى عنه ابن عقيل وغيره، وثقه سفيان بن عيينة وقال يحيى بن معين، عن أبيه: هو من الشيعة، قلت: ما حاله؟ قال: صدوق، لا بأس به، صالح الحديث، ووقع في ترجمته وهم عن ابن أبي حاتم تبع فيه ابن أبي حاتم، على عادته، نبه عليه البخاري وقد أثبته هناك، وكذا ذكر هذا الخبر أبو بكر الخطيب، قال: وروى أبو عمر بن عبد البر، ، عن ابن عيينة محمد بن علي السلمي، [ ص: 36 ] عن ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل جابر، فذكره.
ويومئذ نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النوح، قال وحدثني ابن إسحاق: عبد الواحد بن أبي عون ، عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة من بني دينار، وقد أصيب زوجها وأخوها وأبوها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحد، فلما نعوا لها، قالت: فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: خيرا يا أم فلان، هو بحمد الله تعالى كما تحبين، قالت: أرونيه حتى أنظر إليه؟ قال: فأشير لها إليه، حتى إذا رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل - تريد صغيرة .
وكان يومئذ المقام المحمود في الذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. لطلحة بن عبيد الله
قال الزبير وغيره: حتى شلت أصبعه، وضرب الضربة في رأسه، وحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهره، حتى استقل على الصخرة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأبلى طلحة بلاء حسنا يوم أحد، ووقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه، واتقى عنه النبل بيده، . "أوجب طلحة"
وقرأت على أبي الفتح يوسف بن يعقوب الشيباني بسفح قاسيون، أخبرتكم أم الفضل زينب بنت محمد بن أحمد بن عقيل القيسية قراءة عليها وأنت تسمع سنة ست وستمائة قالت: أخبرنا الفقيه أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي قراءة عليه ونحن نسمع، قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قراءة عليه وأنا أسمع قال: أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي ، حدثنا محمد بن أحمد بن النضر الأزدي ، حدثنا ، عن معاوية بن عمرو أبي إسحاق - يعني الفزاري - ، عن حميد ، عن قال: أنس أنس بن النضر عن قتال أهل بدر، فقال: غبت عن أول قتال قاتله رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين، أما والله لئن أشهدني الله قتالا ليرين الله ما أصنع، فلما كان يوم أحد، انكشف المسلمون فقال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - [ ص: 37 ] لأصحابه - وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء المشركون، ثم تقدم فلقيه غاب عمي فقال: أين يا سعد بن معاذ، سعد؟ واها لريح الجنة، والله إني لأجد ريحها دون أحد، قال سعد: فما استطعت أصنع ما صنع، مضى حتى استشهد قال: قال ما عرفته إلا ببنانه، لأنه مثل به، وجدنا فيه بضعة وثمانين أثرا من بين ضربة بالسيف وطعنة بالرمح ورمية بالسهم، فكنا، نتحدث أن فيه وفي أصحابه نزلت: ( أنس: من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) .
وروينا عن ، عن ابن إسحاق ، عن حميد الطويل قال: لقد وجدنا أنس بأنس بن النضر يومئذ، سبعين ضربة، فما عرفته إلا أخته، عرفته ببنانه.