قدوم الأشعث بن قيس
في ثمانين راكبا من الأشعث بن قيس كندة ، فدخلوا على رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، مسجده ، [ ص: 324 ] وقد رجلوا جممهم ، وتكحلوا ، وعليهم جبب الحبرة ، قد كففوها بالحرير ، فلما دخلوا على رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قال : "ألم تسلموا ؟" قالوا : بلى ، قال : "فما بال هذا الحرير في أعناقكم ؟" قال : فشقوه منها وألقوه ، وقالوا : يا رسول الله نحن بنو آكل المرار ، وأنت ابن آكل المرار . فتبسم رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وقال : "نحن وقدم بني النضر بن كنانة ، لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا" .
وكان الأشعث رئيسا مطاعا في الجاهلية ، وجيها في قومه في الإسلام ، إلا أنه كان ممن ارتد بعد النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ثم راجع الإسلام في خلافة وشهد بعد ذلك مع أبي بكر الصديق ، سعد القادسية والمدائن وجلولاء ونهاوند ، ومات سنة أربعين أو اثنتين وأربعين بالكوفة .
وآكل المرار : الحارث بن عمرو بن حجر بن عمرو بن معاوية ، من كندة ، وقيل : جده حجر بن عمرو ، أكل هو وأصحابه في غزوة شجرا يقال له : المرار . وللنبي ، صلى الله عليه وسلم ، جدة من كندة مذكورة ، هي : أم كلاب بن مرة ، فذاك أراد الأشعث .