أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي الفتح الصوري بمرج دمشق، أخبرنا أسعد بن سعيد بن روح وعائشة بنت معمر بن الفاخر إجازة من أصبهان، قالا: أخبرتنا أم إبراهيم فاطمة الجوزدانية سماعا، قالت: أخبرنا أبو بكر بن ريذة الضبي، قال: أخبرنا ، حدثنا أبو القاسم الطبراني يوسف بن الحسن بن عبد الرحمن العباداني ، حدثنا ، حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، حدثنا وهب بن جرير بن حازم أبي ، عن ، عن محمد بن إسحاق عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري، عن علي بن عبد الله بن العباس، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عباس، مكة يوم الفتح، وعلى الكعبة ثلاثمائة وستون صنما، قد شد لهم إبليس أقدامها برصاص، فجاء ومعه قضيب، فجعل يهوي به إلى كل صنم منها، فيخر لوجهه، فيقول: ( جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ) حتى [ ص: 232 ] مر عليها كلها. عن
ولا خلاف أنه لم يجر فيها قسم ولا غنيمة، ولا سبي من أهلها أحد، لما عظم الله من حرمتها، ألا ترى إلى قوله صلى الله عليه وسلم: "مكة حرام محرم لم تحل لأحد قبلي، ولا تحل لأحد بعدي، وإنما أحلت لي ساعة من نهار، ثم هي حرام إلى يوم القيامة" .
قال والأصح - والله أعلم - أنها بلدة مؤمنة، أمن أهلها على أنفسهم، وكانت أموالهم تبعا لهم. أبو عمر:
وقال الأموي: كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح بيد فلما مر بها على سعد بن عبادة، وكان قد أسلم أبي سفيان، فقال أبو سفيان، سعد إذ نظر إليه: اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة، اليوم أذل الله قريشا. فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبة من الأنصار، حتى إذا حاذى ناداه: يا رسول الله أمرت بقتل قومك؟ فإنه زعم أبا سفيان، سعد ومن معه حين مر بنا أنه قاتلنا، أنشدك الله في قومك، فأنت أبر الناس وأرحمهم وأوصلهم. فقال عثمان ، يا رسول الله والله ما نأمن وعبد الرحمن بن عوف: سعدا أن تكون منه في قريش صولة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا اليوم يوم المرحمة، اليوم أعز الله فيه أبا سفيان قريشا.