شهوده صلى الله عليه وسلم يوم الفجار ثم حلف الفضول
قال السهيلي: والفجار بكسر الفاء بمعنى المفاجرة كالقتال والمقاتلة، وذلك أنه كان قتالا في الشهر الحرام، ففجروا فيه جميعا، فسمي الفجار، وكانت للعرب فجارات أربعة ذكرها المسعودي، آخرها فجار البراض، وهو هذا، وكان لكنانة ولقيس فيه أربعة أيام مذكورة: يوم شمظة ويوم العبلاء، وهما عند عكاظ. ويوم الشرب وهو أعظمها يوما وفيه قيد حرب بن أمية ، وسفيان ، ابنا أمية أنفسهم كي لا يفروا فسموا العنابس. ويوم الحريرة عند نخلة. ويوم الشرب انهزمت وأبو سفيان قيس إلا بني نصر منهم فإنهم ثبتوا. وكان انقضاء أمر الفجار على يدي عتبة بن ربيعة، وذلك أن هوازن تواعدوا مع كنانة للعام المقبل بعكاظ فجاؤوا للوعد، وكان حرب بن أمية رئيس قريش وكنانة، وكان عتبة بن ربيعة يتيما في حجره، فضن به حرب وأشفق من خروجه معه، فخرج عتبة بغير إذنه فلم يشعروا إلا وهو على بعيره بين الصفين ينادي: يا معشر مضر، علام تفانون؟ فقالت: له هوازن: ما تدعو إليه؟ قال: الصلح على أن ندفع لكم دية قتلاكم وتعفوا عن دمائنا. قالوا: وكيف؟ قال: ندفع لكم رهنا منا، قالوا: ومن لنا بهذا؟ قال: أنا. قالوا: ومن أنت؟ قال: أنا عتبة بن ربيعة بن عبد شمس. فرضوا به ورضيت به كنانة، ودفعوا إلى هوازن أربعين رجلا فيهم فلما رأت حكيم بن حزام، بنو عامر بن صعصعة الرهن في أيديهم عفوا عن الدماء وأطلقوهم وانقضت حرب الفجار، وزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقاتل فيها.