[ ص: 118 ] قال هكذا ذكر أبو الربيع: وذكر ابن إسحاق. وغيره من حديث الواقدي نفيسة; أن أرسلتها إليه دسيسا فدعته إلى تزويجها. خديجة
قلت: وقد روينا ذلك عن قال: أخبرنا ابن سعد، محمد بن عمر بن واقد الأسلمي ، حدثنا موسى بن شيبة، عن عميرة بنت عبد الله بن كعب بن مالك، عن عن أم سعد بنت سعد بن الربيع، نفيسة بنت منية، قالت: كانت امرأة حازمة جلدة شريفة، مع ما أراد الله بها من الكرامة والخير، وهي يومئذ أوسط نساء خديجة بنت خويلد قريش نسبا، وأعظمهم شرفا، وأكثرهم مالا، وكل قومها كان حريصا على نكاحها لو قدر على ذلك، قد طلبوها وبذلوا لها الأموال، فأرسلتني دسيسا إلى محمد بعد أن رجع في عيرها من الشام، محمد! ما يمنعك أن تزوج؟ قال: ما بيدي ما أتزوج به. قلت: فإن كفيت ذلك، ودعيت إلى المال والجمال والشرف والكفاءة، ألا تجيب؟ قال: فمن هي؟ قلت: قال: فكيف لي بذلك؟ قالت: قلت علي. قال: فأنا أفعل. فذهبت فأخبرتها، فأرسلت إليه أن ائت لساعة كذا وكذا، فأرسلت إلى عمها خديجة. عمرو بن أسد ليزوجها فحضر، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمومته، فزوجه أحدهم، فقال عمرو بن أسد: هذا الفحل لا يقدع أنفه. وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وعشرين سنة، وهي يومئذ بنت أربعين سنة، ولدت قبل الفيل بخمس عشرة سنة. فقلت: يا
وذكر أن أباها ابن إسحاق خويلد بن أسد هو الذي أنكحها من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكذلك وجدته عن وفيه: وكان الزهري خويلد أبوها سكران من الخمر، فلما كلم في ذلك أنكحها، فألقت عليه حلة وضمخته بخلوق، فلما صحا من سكره قال: ما هذه الحلة والطيب؟ فقيل له: أنكحت خديجة محمدا وقد ابتنى بها. فأنكر ذلك ثم رضيه وأمضاه. خديجة،
[ ص: 119 ] وقال الثبت عندنا المحفوظ من أهل العلم أن أباها محمد بن عمر: خويلد بن أسد مات قبل الفجار وأن عمها عمرو بن أسد زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورأيت ذلك عن غير وقد قيل: إن أخاها الواقدي. عمرو بن خويلد هو الذي أنكحها منه، والله أعلم.