وروينا عن قال: حدثني ابن إسحاق عن رجال من قومه قالوا: عاصم بن عمر بن قتادة، منهم، فلما بعث الله [ ص: 130 ] رسوله إن مما دعانا إلى الإسلام مع رحمة الله لنا وهداه، ما كنا نسمع من أحبار يهود، كنا أهل شرك أصحاب أوثان، وكانوا أهل كتاب، عندهم علم ليس لنا، وكانت لا تزال بيننا وبينهم شرور، فإذا نلنا منهم بعض ما يكرهون قالوا لنا: إنه قد تقارب زمان نبي يبعث الآن يقتلكم قتل عاد وإرم، فكنا كثيرا ما نسمع ذلك محمدا صلى الله عليه وسلم أجبناه حين دعانا إلى الله عز وجل، وعرفنا ما كانوا يتواعدوننا به، فبادرناهم إليه فآمنا به وكفروا، ففي ذلك نزلت هذه الآيات في البقرة ( ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين ) .