قال وبلغني أن رؤساء ابن هشام نجران كانوا يتوارثون كتبا عندهم، فكلما مات رئيس منهم فأفضت الرئاسة إلى غيره ختم على تلك الكتب خاتما مع الخواتم التي قبله ولم يكسرها، فخرج الرئيس الذي كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يمشي فعثر، فقال ابنه: تعس الأبعد - يريد النبي صلى الله عليه وسلم - فقال له أبوه: لا تفعل فإنه نبي، واسمه في الوضائع - يعني الكتب - فلما مات لم يكن له همة إلا أن شد فكسر الخواتم، فوجد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وحسن إسلامه، فحج وهو الذي يقول:
إليك تغدو قلقا وضينها معترضا في بطنها جنينها
مخالفا دين النصارى دينها
[ ص: 144 ] وقد روينا عن في توجهه بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملك الروم وأن ملك الروم قال لقومه: هذا كتاب النبي الذي بشرنا به دحية بن خليفة الكلبي المسيح من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام. وسيأتي بسنده إن شاء الله تعالى عند ذكر كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الملوك.