وروينا عن زمل بن عمرو العذري، قال: كان لبني عذرة صنم يقال له خمام فكانوا يعظمونه، وكان في بني هند بن حرام بن ضنة بن عبد بن كثير بن عذرة، وكان سادنه رجلا يقال له طارق، وكانوا يعترون عنده، فلما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم سمعنا صوتا يقول: يا بني هند بن حرام ظهر الهدى وأودى خمام، ودفع الشرك الإسلام. قال: ففزعنا لذلك وهالنا، فمكثنا أياما، ثم سمعنا صوتا وهو يقول: يا طارق يا طارق، بعث النبي الصادق، بوحي ناطق، صدع صادعه بأرض تهامة ، لناصريه السلامة، ولخاذليه الندامة، هذا الوداع مني إلى يوم القيامة. قال زمل: فوقع الصنم لوجهه. قال زمل: فابتعت راحلة ورحلت، حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم مع نفر من قومي، وأنشدته شعرا، قلت:
إليك رسول الله أعملت نصها أكلفها حزنا وقوزا من الرمل لأنصر خير الناس نصرا مؤزرا
وأعقد حبلا من حبالك في حبلي وأشهد أن الله لا شيء غيره
أدين له ما أثقلت قدمي نعلي
[ ص: 157 ]