الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 4096 ) فصل : فإن كانت الدار بين ثلاثة أثلاثا ، فاشترى أجنبي نصيب أحدهم ، فطالبه أحد الشريكين بالشفعة ، فقال : إنما اشتريته لشريكك . لم تؤثر هذه الدعوى في قدر ما يستحق من الشفعة ، فإن الشفعة بين الشريكين نصفين ، سواء اشتراها الأجنبي لنفسه ، أو للشريك الآخر .

                                                                                                                                            وإن ترك المطالب بالشفعة حقه منها ، بناء على هذا القول ، ثم تبين كذبه ، لم تسقط شفعته . وإن أخذ نصف المبيع لذلك ، ثم تبين كذب المشتري ، وعفا الشريك عن شفعته ، فله أخذ نصيبه من الشفعة ; لأن اقتصاره على أخذ النصف بني على خبر المشتري ، فلم يؤثر في إسقاط الشفعة ، واستحق أخذ الباقي لعفو شريكه عنه .

                                                                                                                                            وإن امتنع من أخذ الباقي ، سقطت شفعته كلها ; لأنه لا يملك تبعيض صفقة المشتري . ويحتمل أن لا يسقط حقه من النصف الذي أخذه ، ولا يبطل أخذه له ; لأن المشتري أقر بما تضمن استحقاقه لذلك ، فلا يبطل برجوعه عن إقراره . وإن أنكر الشريك كون الشراء له وعفا عن شفعته ، وأصر المشتري على الإقرار للشريك به ، فللشفيع أخذ الكل ; لأنه لا منازع له في استحقاقه ، وله الاقتصار على النصف ; لإقرار المشتري له باستحقاق ذلك .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية