1- التغير في الصورة النمطية للآخر:

لابد أن نذكر بداية أن الصورة النمطية للإسلام هي التي تعرضت للتشويه في الغرب، لذلك أصاب التغير تلك الصورة، وبدا ذلك في أربعة مظاهر أساس، على مستوى الدعوات الفردية، وعلى مستوى بعض المناهج [ ص: 105 ] المدرسية، وعلى مستوى الكنيسة، وأخيرا على المستوى الشعبي. ومن المفيد الإشارة إلى هذه المظاهر.

فقد أخذت بعض الأقلام الغربية تركز على نقد الذات ومن أبرزها دعوة المفكر الفرنسي "غارودي Garaudy" الغرب إلى إعادة النظر إلى ذاته وإلى الآخر والانفتاح عليه، والتعلم من الحضارات الأخرى؛ لأنها تظهر أن الفرد ليس مركز كل شيء، وتساعد على اكتشاف الآخر بدون حكم مسبق. أما "هوغ دي فارين Hugh de Varennes" فيرى أن على الغرب أن يعرف من خلال ثقافة الآخر مدى قدرة الحضارة الغربية على البقاء ^[1] . ولا ننسى دعوة زكي ميلاد إلى تجاوز إشكالية ثنائية العلاقة بين الشرق والغـرب بتحقيـق التـعارف بين الحضـارات، للرجوع إلى الأسس الثقافية أو الحضارية والدينية للأمم للاسترشاد بمخزونها الفكري في قراءة (الذات) ونقدها، وتحديد طبيعة العلاقة مع (الآخر)

^[2] .

وتضمنت بعض المناهج التعليمية الأوروبية تغيرا في الصورة النمطية للحضارة الإسلامية، حيث أصبحت بعض كتب التاريخ المدرسية تعرض الحضارة الإسلامية بصورة محايدة، وتشير إلى معاملة الإسلام للمسيحيين [ ص: 106 ] واليهود كأهل كتاب، وتتحدث عن العلوم الإسلامية، ودور الترجمات العربية في حفظ التراث الثقافي والعلمي للإنسانية

^[3] .

ولا يختلف الأمر في الولايات المتحدة الأمريكية، فمقارنة الكتب التعليمية في الستينيات والسبعينيات بنظيراتها في التسعينيات وأوائل القرن الواحد والعشرين تظهر وجود تغير إيجابي في صورة العرب والمسلمين في مناهج التعليم، وبخاصة في كتابي التاريخ العام والمواد الاجتماعية؛ لأنهما يتطرقان إلى الإسلام

^[4] .

وتشير إحدى الدراسات إلى تحسن محدود ولكنه مشجع في موقف الرأي العام الأمريكي من الإسلام، حيث تراجعت نسبة من يعتقدون أن الإسلام يحض على العنف من 44% في يوليو 2003م إلى 36% في يوليو 2009م، وزادت نسبة من ينظرون إلى مسلمي أمريكا نظرة إيجابية من 51% إلى 55% في نفس الفترة

^[5] . [ ص: 107 ]

وقد شمل التغير الجانب الديني وبدا الأمر واضحا في بيان المجمع الفاتيكاني الثاني، عندما تم التراجع عن كثير من المقولات، التي كانت ترى استبعاد العرب من وعد الخلاص الإلهي، من منطلق أنهم هراطقة، ودينهم غير عقلاني. فقد جاء في البيان أن "الخلاص سيشمل أولئك الذين يعترفون بالخالق وأولهم المسلمون"، وأن "الكنيسة تنظر بعين الاعتبار أيضا إلى المسلمـين الذين يعبـدون الإلـه الواحد الحي القيوم" ويقدرون أيضا "الحياة الأخلاقية"، وتضمن البيان الدعوة إلى الحوار وتناسي العداوات والصراعات السابقة ^[6] .

1- التغيّر في الصورة النمطية للآخر:

لابد أن نذكّر بداية أن الصورة النمطية للإسلام هي التي تعرضت للتشويه في الغرب، لذلك أصاب التغير تلك الصورة، وبدا ذلك في أربعة مظاهر أساس، على مستوى الدعوات الفردية، وعلى مستوى بعض المناهج [ ص: 105 ] المدرسية، وعلى مستوى الكنيسة، وأخيرًا على المستوى الشعبي. ومن المفيد الإشارة إلى هذه المظاهر.

فقد أخذت بعض الأقلام الغربية تركّز على نقد الذات ومن أبرزها دعوة المفكر الفرنسي "غارودي Garaudy" الغرب إلى إعادة النظر إلى ذاته وإلى الآخر والانفتاح عليه، والتعلم من الحضارات الأخرى؛ لأنها تظهر أن الفرد ليس مركز كل شيء، وتساعد على اكتشاف الآخر بدون حكم مسبق. أما "هوغ دي فارين Hugh de Varennes" فيرى أن على الغرب أن يعرف من خلال ثقافة الآخر مدى قدرة الحضارة الغربية على البقاء ^[1] . ولا ننسى دعوة زكي ميلاد إلى تجاوز إشكالية ثنائية العلاقة بين الشرق والغـرب بتحقيـق التـعارف بين الحضـارات، للرجوع إلى الأسس الثقافية أو الحضارية والدينية للأمم للاسترشاد بمخزونها الفكري في قراءة (الذات) ونقدها، وتحديد طبيعة العلاقة مع (الآخر)

^[2] .

وتضمنت بعض المناهج التعليمية الأوروبية تغيّرًا في الصورة النمطية للحضارة الإسلامية، حيث أصبحت بعض كتب التاريخ المدرسية تعرض الحضارة الإسلامية بصورة محايدة، وتشير إلى معاملة الإسلام للمسيحيين [ ص: 106 ] واليهود كأهل كتاب، وتتحدث عن العلوم الإسلامية، ودور الترجمات العربية في حفظ التراث الثقافي والعلمي للإنسانية

^[3] .

ولا يختلف الأمر في الولايات المتحدة الأمريكية، فمقارنة الكتب التعليمية في الستينيات والسبعينيات بنظيراتها في التسعينيات وأوائل القرن الواحد والعشرين تظهر وجود تغير إيجابي في صورة العرب والمسلمين في مناهج التعليم، وبخاصة في كتابي التاريخ العام والمواد الاجتماعية؛ لأنهما يتطرقان إلى الإسلام

^[4] .

وتشير إحدى الدراسات إلى تحسن محدود ولكنه مشجع في موقف الرأي العام الأمريكي من الإسلام، حيث تراجعت نسبة من يعتقدون أن الإسلام يحض على العنف من 44% في يوليو 2003م إلى 36% في يوليو 2009م، وزادت نسبة من ينظرون إلى مسلمي أمريكا نظرة إيجابية من 51% إلى 55% في نفس الفترة

^[5] . [ ص: 107 ]

وقد شمل التغيّر الجانب الديني وبدا الأمر واضحًا في بيان المجمع الفاتيكاني الثاني، عندما تم التراجع عن كثير من المقولات، التي كانت ترى استبعاد العرب من وعد الخلاص الإلهي، من منطلق أنهم هراطقة، ودينهم غير عقلاني. فقد جاء في البيان أن "الخلاص سيشمل أولئك الذين يعترفون بالخالق وأولهم المسلمون"، وأن "الكنيسة تنظر بعين الاعتبار أيضًا إلى المسلمـين الذين يعبـدون الإلـه الواحد الحي القيوم" ويقدرون أيضًا "الحياة الأخلاقية"، وتضمّن البيان الدعوة إلى الحوار وتناسي العداوات والصراعات السابقة ^[6] .