1- شبكة اتصالات:
بدأت أهـمية الاتصالات تظـهر منذ أوائـل ثمانينيات القرن الماضي في مجال العلاقات الدولية، مع تزايد وتعقد قضايا ومشكلات يصعب حلها في ظل ما يسميه "john D. Haas" فجوة الاتصال، إذ يتطلب الأمر مهارات اتصال جديدة أو لم يسبق لها مثيل [1] ، وبخاصة مع اهتمام الدولة بمسألة الرفاه الاقتصادي. والاتصال عملية تفاعلية تعني عموما لقاء بين طرفين مختلفين لتحقيق أغراض معينة.
والاتصال يتم مع وجـود موضـوعات تسمـح، سـواء بين الأفـراد أو الجماعات، بالكشف عما بينهم من مصالح مشتركة، ويؤدي إلى تبني توجهات تنطوي على درجة من التقارب. ومع تعدد الموضوعات وتنوعها تصبح شبكة الاتصالات أكثر كثافة، وتعيش الأطراف المعنية حالة من الاعتماد المتبادل [2] ، مما يعني أنه في ضوء ازدياد المكاسب المادية، التي يوفرها الاقتصاد الحر يتم تعزيز الروابط الودية والروح الجماعية، والاتجاه نحو التكتل.
ويربط "كارل دويتش Karl Doetsch" بين الاتصال والتكامل، بمعنى أن الأول قد يؤدي إلى الثاني، من منطلق أن الشعوب تنجز تكاملها كلما اتسعت المجالات أو الموضـوعات، التي تصل فيما بينها. وتظهر [ ص: 39 ] الحدود أو الفواصل في المناطق، التي تتقلص الكثافة السكانية فيها. وتبدو أهمية دراسات هذا المفكر في تناوله لمنطقة شمال الأطلسي. ورغم أنه تعرض للتكامل على المستوى المحلي في حالات عديدة، إلا أنه كان مقتنعا بأن القوانين العامة، التي يمكن التوصل إليها يمكن أن تكون مفيدة للتكامل على المستوى الدولي [3] .