3- تكامل وظيفي:
ظهـر تعبير التـكامل الوظيفي، على يد المـفـكر البـريـطاني "ديفيد ميتراني David Mitrany"، عنـدما ربط بـين السـلام والوظيفيـة، فبين أنه ليس المهم بداية معرفة كيفية حفظ السـلام بين الأمم، وإنما كيف يمكن خلق ترابط فعال فيما بينها. واقترح نهجا عمليا وظيفيا. والسـلام مرغوب فيـه للقيـام بأعمـال مشتركة أكثر من مجرد توقيع الاتفاقيات. وتضافر الجهود في مجال ما، هو مهم للغاية لتعزيز فكرة السلام، وهو يتحقق بالتدريج، مما يعني أن التقدم الاقتصادي والاجتماعي هو الشرط الأول للسلام، ولذلك اقترح خلق مؤسسات دولية للقيام بوظائف محددة [1] . [ ص: 42 ]
وتـم تطـوير الوظيفية، بحيـث أخـذ يجـري الحديـث عـن الوظيفية الجديدة، وهي تقوم على فكرة أن يتم التكامل بداية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فيصبح المجال مفتوحا لانتقال الولاءات من الدول القومية إلى منظمات إقليمية، وقد نصل إلى انصهار الدول الإقليمية في دولة اتحادية [2] .
وتشدد الوظيفيـة الجديدة على دور مؤسسات المجتمع المدني ومجموعات المصالح في الدفع بمسار التكامل نظرا لما تجنيه من منافع، وحتى الدولة تصبح كما يرى "ليون ليندبرغ Leon N. Lindberg "، على قناعة بتحويل جزء من نشاطاتها إلى مركز جديد، والتخلي عن رغبتها في اتباع سياسات محددة في مجالات خارجية أو داخلية، وتفوض بخصوصها ذلك المركز [3] . [ ص: 43 ]