الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ص ( لا إن تخالفا في لت السويق ، وأبى من دفع ما قاله يكره فمثل سويقه )

                                                                                                                            ش : قال أبو الحسن الصغير عن عياض : لت السويق بالتاء باثنتين من فوق هو بله بالسمن ونحوه انتهى .

                                                                                                                            ويشير المؤلف إلى قوله في كتاب الإجارة من المدونة : ومن لت سويقا بسمن ، وقال لربه أمرتني أن ألته لك بعشرة دراهم ، وقال له : لم آمرك أن تلته قيل لصاحب السويق : إن شئت فاغرم له ما قال ، وخذ السويق ملتوتا ، فإن أبى قيل للات : اغرم له مثل سويقة غير ملتوت ، وإلا فأسلمه إليه بلتاته ، ولا شيء لك ، ولا يكونان شريكين في الطعام لوجود مثله ، وقال غيره إذا امتنع رب السويق أن يعطيه ما لته به قضي له على اللات بمثل سويقه غير ملتوت انتهى .

                                                                                                                            أبو الحسن مسألة السويق هذه دائرة بين أن يقول ربه أودعتك إياه ، أو يقول : سرق مني فقوله في الكتاب : وقال ربه : لم آمرك بلته أعم من ذلك ، وكذا لفظه في الأمهات ، ونقلها عبد الحق بلفظ : وقال ربه : ما دفعت إليك شيئا عبد الحق فهذا مثل قوله في الثوب : سرق مني ، ثم ذكر قول ابن القاسم وقول الغير ، وهل هو وفاق ، أو خلاف ؟ والظاهر : أن المؤلف حمله على الخلاف ، وترك قول ابن القاسم لترجيح غيره عنده انظر أبا الحسن وابن يونس والنكت والله أعلم .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            الخدمات العلمية