الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ص ( وله وللجمال بيمين إلى قوله فلمكتريه بيمين )

                                                                                                                            ش : قال في كتاب كراء الرواحل قال ابن القاسم ، وإن قال المكتري : دفعت الكراء ، وأكذبه الجمال ، وقد بلغ الغاية فالقول قول الجمال إن كانت الحمولة بيده ، أو بعد أن سلمها بيوم أو يومين ، وما قرب ، وعلى المكتري البينة ، وكذلك الحاج إن قام الكري بعد بلوغهم ما لم يبعد صدق مع يمينه ، فإن تطاول ذلك فالمكتري مصدق مع يمينه إلا أن يقيم الجمال بينة ، وكذلك قيام الصناع بحدثان رد المتاع ، فإن قبض المتاع ربه وتطاول ذلك فالقول قول رب المتاع ، وعليه اليمين انتهى .

                                                                                                                            فقول المؤلف : وله أي للأجير يشير إلى قوله في المدونة : وكذلك قيام الصناع إلى آخره وقول المؤلف إلا لطول فلمكتريه استثناء من مسألة الأجير والجمال ، وإطلاق المكتري على المستأجر ، وعلى المكري سائغ والله أعلم .

                                                                                                                            قال أبو الحسن : قوله : فإن تطاول ذلك فالمكتري مصدق مع يمينه إلا أن يقيم الجمال البينة ظاهره : أن الجمال يقيم البينة أن المكتري لم يقبضه ، وليس الأمر كذلك ابن يونس يريد على إقرار المكتري أنه لم يدفع إليه شيئا فيقضى بها انتهى .

                                                                                                                            ويحتمل أن يكون الضمير في قوله له راجعا لرب الأرض والدار [ ص: 449 ] المفهومة من السياق ; لأنه في فصل أكرية الدور والأرضين والحكم في المسألة كذلك قاله في رسم يوصي من سماع عيسى من كتاب أكرية الدور والأرضين ، وهي مسألة طويلة فراجعها

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            الخدمات العلمية