الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                            مواهب الجليل في شرح مختصر خليل

                                                                                                                            الحطاب - محمد بن محمد بن عبد الرحمن الرعينى

                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ص ( واشتراط جزء الزكاة )

                                                                                                                            ش : يعني أنه يجوز أن يشترط أن الزكاة تخرج من حصة أحدهما قال في المدونة : ، ولا بأس أن يشترط الزكاة في حظ أحدهما ; لأنه يرجع إلى جزء معلوم ساقاه عليه ، فإن لم يشترطا شيئا فشأن الزكاة أن يبدأ بها ، ثم يقتسمان ما بقي انتهى .

                                                                                                                            واعلم أن الحائط في المساقاة إنما يزكى على ملك ربه فتجب الزكاة فيه إذا كان ربه حرا مسلما ، وكان في الحائط خمسة أوسق ، وكذا إن كان أقل إذا كان لربه حائط آخر إذا ضم ثمره إلى ما خرج من هذا الحائط بلغ خمسة أوسق ، وسواء كان العامل حرا مسلما أم لا ؟ وسواء حصل له نصاب ، أو دون النصاب ؟ فتخرج الزكاة من جملة الحائط ، ثم يقسم ربه والعامل ما بقي على ما اتفقا عليه من الأجزاء ، وإن كان رب الحائط ممن لا تجب عليه الزكاة بأن كان عبدا ، أو كافرا فلا تجب الزكاة في حصته ، ولا في حصة العامل ، ولو كان حرا مسلما وحصل له نصاب ، ولو حصل للعامل من حائط له غير الحائط المساقى عليه بعض النصاب لم يضم إلى ما حصل له في الحائط سواء وجبت فيه الزكاة أم لم تجب ؟ قاله ابن رشد في سماع أشهب من كتاب المساقاة ، وفي نوازل أصبغ من كتاب القراض ، وقال : إنه لا خلاف في ذلك قال ابن عرفة : وزكاة المساقاة قال في البيان الواجب إخراجها من جملة الثمرة إن بلغت نصابا ، أو كان [ ص: 381 ] لرب الحائط ما إن ضمه إليها بلغت ، ثم يقتسمان ما بقي اللخمي قول مالك : إنها مزكاة على ملك رب الحائط يجب ضمها لماله من ثمر غيرها ويزكي جميعها ، ولو كان العامل ممن لا تجب عليه ، وتسقط إن كان رب الحائط ممن لا تجب عليه ، والعامل ممن تجب عليه انتهى .

                                                                                                                            ( فرع : ) قال في التوضيح : ولو شرط رب المال الزكاة على العامل ونقص الحائط عن النصاب فقيل : يقتسمان الثمرة نصفين ، وقال سحنون : لرب الحائط ستة أعشارها ، وللعامل أربعة أعشارها ، وقال ابن عبد السلام : يقتسمان الثمرة أتساعا لرب الحائط خمسة ، وقيل : يقتسمانها من عشرين لرب الحائط أحد عشر جزءا وللعامل تسعة أجزاء ، وقال في الشامل : ولو شرطت على العامل ، فلم تجب فله نصف الغلة كأن سكتا عنها ، وقيل : أربعة أعشارها ، وقيل : تسعة أجزاء من عشرين وزكى على ملك ربه انتهى .

                                                                                                                            ، وهذا حيث دخلا على أن للعامل نصف الثمرة ، وإلا فله بحسب ما دخلا عليه

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            الخدمات العلمية