الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال ( وإذا عقدت المزارعة فامتنع صاحب البذر من العمل لم يجبر عليه ) لأنه لا يمكنه المضي في العقد إلا بضرر يلزمه . فصار كما [ ص: 473 ] إذا استأجر أجيرا ليهدم داره ( وإن امتنع الذي ليس من قبله البذر أجبره الحاكم على العمل ) لأنه لا يلحقه بالوفاء بالعقد ضرر والعقد لازم بمنزلة الإجارة ، إلا إذا كان عذر يفسخ به الإجارة فيفسخ به المزارعة . قال ( ولو امتنع رب الأرض والبذر من قبله وقد كرب المزارع الأرض فلا شيء له في عمل الكراب ) قيل هذا في الحكم ، فأما فيما بينه وبين الله تعالى يلزمه استرضاء العامل لأنه غره في ذلك .

التالي السابق


( قوله ولو امتنع رب الأرض والبذر من قبله وقد كرب المزارع الأرض فلا شيء له في عمل الكراب ) لأن المأتي به مجرد المنفعة ، وهو لا يتقوم إلا بالعقد ، والعقد قومه بجزء من الخارج وقد فات ، كذا في عامة الشروح . وقال بعد ذلك في النهاية ومعراج الدراية ، ولأن المزارع عامل لنفسه لأنه استأجر الأرض ليقيم العمل فيها لنفسه ، والعامل لنفسه لا يستوجب الأجر على غيره انتهى . أقول : ليس هذا بسديد ، إذا قد مر مرارا وتقرر أن البذر إذا كان من قبل رب الأرض تعين أن يكون المستأجر هو رب الأرض ، والمفروض في مسألتنا أن يكون البذر من قبل رب الأرض فكيف يتم القول بأن المزارع استأجر الأرض ليقيم العمل فيها لنفسه .




الخدمات العلمية