ويقيده إذا خاف عليه ، ويضربه غير مبرح ، فإن وافقه وإلا باعه ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : { لا تعذبوا عباد الله } .
قال الواحدي : أصل العذاب في كلام العرب من العذب ، وهو المنع ، يقال : عذبته عذبا إذا منعته ، وعذب عذوبا أي امتنع ، وسمي الماء عذبا لأنه يمنع العطش ، وسمي العذاب عذابا ; لأنه يمنع المعاقب من معاودة مثل جرمه ، ويمنع غيره من مثل فعله ، وظاهر هذه الرواية يوافق ما سبق من اختيار شيخنا ، ونقل غيره : لا يقيد ويباع أحب إلي ، ونقل أبو داود : يؤدب في فرائضه ، وإذا حمله ما يطيق ، قيل له : فضرب مملوكه على هذا فاستباعت ، وهو يكسوها مما يلبس ويطعمها مما يأكل ، قال : لا تباع ، قيل : فإن أكثرت أن تستبيع ؟ قال : لا تباع إلا أن تحتاج زوجا فتقول : زوجني ، وقد روى أبو داود من حديث عبد الله بن عمر والترمذي من حديث ابن عمر { أن رجلا قال : يا رسول الله ، كم تعفو عن الخادم ؟ فصمت ، ثم أعاد عليه [ ص: 607 ] الكلام ، فصمت ، فلما كان في الثالثة قال : أعفو عنه سبعين مرة } حديث جيد .


