الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
521 - " إذا تزوج أحدكم؛ فليقل له: بارك الله لك؛ وبارك عليك " ؛ الحارث ؛ (طب)؛ عن عقيل بن أبي طالب ؛ (ح).

التالي السابق


(إذا تزوج أحدكم؛ فليقل له) ؛ بالبناء للمفعول؛ أي: فليقل له - ندبا؛ عند العقد؛ أو الدخول؛ أو عندهما - أهله وجيرانه وصحبه ومعارفه؛ (بارك الله لك) ؛ في زوجك؛ (وبارك عليك) ؛ أي: أدخل عليك البركة في مؤنتها؛ ويسرها لك؛ وأعاد العامل لزيادة الابتهال؛ وكانت عادة العرب إذا تزوج أحدهم قالوا له: بالرفاء والبنين؛ فنهى عن ذلك؛ وأبدله بالدعاء المذكور؛ قال النووي : ويكره أن يقال: " بالرفاء والبنين" ؛ لهذا الحديث؛ ويظهر أن التسري كالتزوج؛ وأن المرأة كالرجل؛ لكنه آكد لما لزمه من المؤنة؛ فتخصيص التزوج والرجل؛ غالبي؛ وزاد في رواية: " وجمع بينكما في خير" .

( الحارث ) ؛ ابن أبي أسامة؛ (طب؛ عن عقيل ) ؛ بفتح المهملة؛ وكسر القاف؛ (ابن أبي طالب) ؛ أخي علي؛ وجعفر ؛ ورواه عنه أيضا النسائي ؛ وابن ماجه ؛ بمعناه؛ وسياقه: عن عقيل أنه تزوج بامرأة من بني جشم؛ وقالوا: بالرفاء والبنين؛ فقال: لا تقولوا هكذا؛ ولكن قولوا كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " بارك الله لهم؛ وبارك عليهم" ؛ وعقيل هذا كان أسن من علي بعشرين سنة؛ وكان نسابة؛ إخباريا؛ مات زمن معاوية ؛ وقد عمي؛ وهو الذي قال له معاوية : إنكم يا بني هاشم تصابون في أبصاركم؛ فقال فورا: وأنتم يا بني أمية تصابون في بصائركم؛ رمز لحسنه؛ ولم يصححه؛ لأن فيه أبا هلال؛ قال في اللسان: لا يعرف؛ وذكره البخاري في الضعفاء؛ وسماه " عميرا" ؛ وقال: لا يتابع على حديثه.



الخدمات العلمية