الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
593 - " إذا دخلتم على المريض؛ فنفسوا له في الأجل؛ فإن ذلك لا يرد شيئا؛ وهو يطيب بنفس المريض " ؛ (ت هـ) ؛ عن أبي سعيد .

التالي السابق


(إذا دخلتم على المريض) ؛ تعودونه؛ (فنفسوا له في الأجل) ؛ بالتحريك؛ أي: وسعوا له؛ وأطمعوه في طول الحياة؛ [ ص: 341 ] وأذهبوا حزنه فيما يتعلق بأجله؛ بأن تقولوا: " لا بأس؛ طهور" ؛ أو نحو ذلك؛ فإن ذلك تنفيس لما هو فيه من الكرب؛ وطمأنينة لقلبه؛ قال الطيبي: وقوله: " في أجله" ؛ متعلق بـ " نفسوا" ؛ متضمنا معنى التطميع؛ أي: طمعوه في طول أجله؛ واللام للتأكيد؛ و" التنفيس" : التفريج؛ قال الراغب : و" الأجل" : المدة المضروبة للشيء؛ ويقال للمدة المضروبة لحياة الإنسان؛ وأصله: استيفاء الأجل إلى مدة الحياة؛ (فإن ذلك) ؛ أي: التنفيس؛ (لا يرد شيئا) ؛ من المقدور؛ (وهو يطيب بنفس) ؛ الباء زائدة؛ أو للتعدية؛ وفاعله ضمير عائد إلى اسم " إن" ؛ وفي رواية بإسقاط الباء؛ (المريض) ؛ يعني: لا بأس بتنفيسك له؛ فإن ذلك التنفيس لا أثر له إلا في تطييب نفسه؛ قيل للرشيد وهو عليل: هون عليك؛ وطيب نفسك؛ فإن الصحة لا تمنع الفناء؛ والعلة لا تمنع من البقاء؛ فارتاح لذلك؛ قال ابن القيم: وهذا نوع شريف من أنواع العلاج؛ فإن تطييب نفس العليل يقوي الطبيعة؛ وينعش القوى؛ ويبعث الحار الغريزي؛ فيساعد على دفع العلة؛ أو تخفيفها؛ الذي هو غاية تأثير الطبيب؛ ولمسرة المريض تأثير مخصوص في تخفيف علته؛ انتهى؛ ولا يعارض ذلك ندب التنبيه على الوصية؛ لأنه يقول مع ذلك: الوصية لا تنقص الأجل؛ بل العامل بالسنة يرجى له البركة في عمره؛ وربما تكون الوصية بقصد امتثال أمر الشرع سببا لزيادة العمر؛ ونحو ذلك.

(ت) ؛ في الطب؛ (هـ)؛ في الجنائز؛ من حديث موسى بن محمد التيمي ؛ عن أبيه؛ عن؛ ( أبي سعيد) ؛ الخدري ؛ قال الترمذي في العلل: سألت محمدا - يعني البخاري - عنه؛ فقال: موسى منكر الحديث؛ انتهى؛ وقال في الأذكار - بعد عزوه لابن ماجه؛ والترمذي -: إسناده ضعيف؛ وقال ابن الجوزي : حديث لا يصح؛ وقال في الفتح: في سنده لين؛ وفي الميزان: حديث منكر.



الخدمات العلمية